اللغة هي من بناة أفكار الإنسان، وهي ما تميّزه عن الحيوانات الأخرى، فمن خلالها يعي الفرد أقواله على العكس من باقي الحيوانات على الرغم من امتلاكهم لأعضاء النطق.
من جهةٍ أخرى فإنّ الفكر واللغة يعتبران وجهين لعملةٍ نقديّةٍ واحدة، يرتبطان بشكلٍ وثيق ولا يمكن الفصل بينهما، والدليل على هذا الأمر بأننا نفكر من خلال اللغة.
ترتكز فلسفة اللغة على دراسة التفكير الإنساني بناءً على رموزٍ لغويّة يتمكّن العقل من تشكيلها. مفهوم اللغة هو أحد أهمّ المفاهيم التي حظيت باهتمامٍ عالٍ من قبل الفلاسفة، وانشغلت بها الفلسفة المعاصرة وبعض العلوم الإنسانيّة (علم الاجتماع وعلم النفس اللغوي) واللسانيّات، حيث إنّ صياغة اللغة وفحصها هي الوسيلة الفضلى لحلّ كافة مشاكل وعراقيل فروع الفلسفة على اختلافها، من هنا جاء الاهتمام الذي أبداه الفلاسفة المعاصرون باللغة، وصب اهتمامهم على تحليها عن طريق ما يسمى (التحوّل اللغوي).
أهميّة اللغة في الفلسفةيوجد العديد من الأسباب التي أدّت إلى زيادة أهميّة اللغة في الفلسفة، ومنها:
يعتقد ديكارت بأنّ العقل هو أساس تصوّر إشكاليّة اللغة، ويؤكد بناءً على هذا الأمر بأنّ اللغة هي خاصية مقتصرة على الإنسان، بحيث يستحيل وجود لغة بهذا المعنى للحيوان، وقد فسر قدرة الإنسان على الكلام لامتلاكه العقل مهما كانت درجة بساطة هذا العقل، حتى لو كان الإنسان مفتقراً لجهاز النطق، فإنّ لديه القدرة عاى التواصل والتعبير بطرقٍ أخرى – كما هو حال الصمّ والبكم – ومن هذا المنطلق فإنه يعتبر بأنّ اللغة خاصيّة يحتكرها الإنسان.
المقالات المتعلقة بمفهوم اللغة في الفلسفة