مفهوم الذات

مفهوم الذات

مفهوم الذات

يحاول الفرد بشكلٍ مستمر التعريف عن ذاته وتحديد وصقل ملامحها، وتصبح هذه المحاولات ملحّة في فترة سن المراهقة لتستمر لباقي سنين حياته، ويساهم العمر والبيئة في إحداث التغييرات لباقي الحياة.

تتميز فكرة الإنسان عن ذاته ونفسه بالتفرد، برغم هذا فهي معرضة للتغيير بشكلٍ أو بآخر تحت تأثير الظروف الاجتماعيّة والبيئيّة المحيطة به بالإضافة لوجهة نظر ورأي الآخرين عنه، ويمكن أن يرى الإنسان نفسه بصورةٍ سلبيّة في بعض الأحيان وإيجابيّة في أحيان أخرى، إلا أن تلك الصورة بصفةٍ عامة تكون شبه ثابتة عن نفسه.

العوامل المؤثرة على الذات

تساهم البيئة الثقافيّة للفرد في بناء شخصيّته، إضافةً لحصيلة خبراته في الحياة، حيث إن هذه العوامل تحدد هويته، كالطفل الذي تتكوّن شخصيته الذاتيّة في فترةٍ مبكرة مقلداً الأفراد المهمين في بيئته، وكلما اتسع نطاق اختلاط الطفل بالمحيط نتج عن هذا بناء شخصيةٍ متشعبة لها العديد من الأدوار.

أما في فترة المراهقة - ولكون الفرد محدود الخبرة في الحياة في هذه الفترة - فإنه يكون ساعياً لتحقيق ذاته بشكلٍ متذبذب غير متيقن لأمره في هذا السعي، لهذا تكون أفعاله متضادة، ففي ذات الوقت يكون جريئاً وجباناً، مستقلاً ويعتمد على الغير، متحدياً وخاضعاً، جدياً وهزلياً، وفي النهاية عليه تخليص ذاته من هذه الأدوار المزدوجة التي يكون بها نسخةً عن غيره، ويبدأ في تكوين شخصيته وهويته الخاصة متجاوزاً بها هذه المرحلة الانتقاليّة، وهذا لن يحدث إلا بعد اكتسابه العديد من التجارب والخبرات الحياتيّة، وبعد تعرضه لعددٍ من المفاهيم الأخلاقيّة والثقافيّة والدينيّة الخاصة ببيئته ومجتمعه.

تحقيق الذات

الذات هي عبارة عن نتاج الخبرات والتجارب التي يمر الفرد بها، والتقييم للذات يبدأ منذ مرحلةٍ مبكرة من حياة الشخص بشكلٍ تدريجي، مع رغبةٍ كبيرة في تحقيق ذاتٍ متميزة ومثاليّة، وعادةً ما يسعى الفرد لتحقيق ذات واقعيّة تتلاءم مع خبراته وإمكانيّاته ودرجة التكيّف مع البيئة، عوضاً عن السعي لتحقيق شخصيةٍ مثاليّة غير واقعيّة.

لتطوير الذات يتم استغلال الإمكانيّات بأكملها، بحيث تحقق للفرد الوئام والسلام مع نفسه ومجتمعه المحيط به. يقول عالم النفس الأميركي أبراهام ماسلو في هذا الصدد بأنّ الإنسان يكون محفزاً لتحقيق احتياجاتٍ أساسيّة تأتي على شكلٍ هرمي، فهذه الاحتياجات تكون بدايةً فسيولوجيّة كالعطش والجوع، ثم تأتي بعدها الحاجة إلى الأمن والسلام، ثم تأتي حاجة التقبل والانتماء للمجموعة، وصولاً إلى حاجة احترام واعتبار الذات التي تأتي في قمة الهرم، وبعد تحقيقها كلها يسعى الفرد لتحقيق ذاته للوصول لأسمى مراحل السلامة مع نفسه عن طريق تحقيق الاكتفاء الذاتي.

يصف العالم ماسلو الأشخاص الذين استطاعوا تحقيق ذواتهم بأنهم أشخاص واقعيون متقبلون لذواتهم وللآخرين، وهم أيضاً تلقائيون يركزون على تحديد أهدافهم وتذليل العقبات التي تواجههم، مستقلون ديمقراطيون، لديهم روح الخلق والإبداع.

المقالات المتعلقة بمفهوم الذات