الجودة في التَّعليم أدرك خبراء التَّعليم والقائمون على العمليّة التَّعليميّة في كافّة أقطار المعمورة بأنّ تقدُّم ونجاح أيّ أمَّةٍ من الأمم يقع على عاتق التَّعليم؛ فهو بوابة العبور للعِلم والتكنولوجيا والإبداع والاختراع؛ فعكف خبراء التَّعليم على وضع الفرضيات التَّعليميّة وتطبيقها من أجل النُّهوض بالعمليّة التَّعليميّة حتى تكون في المستوى المطلوب لتخريج الكفاءات البشريّة؛ فظهر مُصطلح الجودة في التَّعليم.
الجودة في اللُّغة تعني الحصول على شيءٍ جيد، ولكي تحصل على مُخرجاتٍ جيدةٍ من التَّعليم لا بُد من أنْ تكون مدخلاته جيدةً. الجودة في التَّعليم هي عمليةٌ تربويّةٌ مدروسةٌ وممنهجةٌ تعتمد على مجموعةٍ من القِيم والمعايير والمفاهيم والأفكار والسُّلوكيات الموضوعة من قِبل ذوي التَّربية والتعليم، وتهدف إلى خدمة العمليّة التَّعليميّة وتحسين نتائجها ومخرجاتها، مع وضع الخُطط لذلك وآليات التَّنفيذ وكفاءة الكادر التَّعليميّ، وتوفير الأدوات اللَّازمة من أجل الوصول إلى النتيجة المرجوة.
معايير وآليات الجودة في التعليم تمّ وضع العديد من الآليات والمعايير الأساسيّة التي تساهم في زيادة جودة التَّعليم وتحسين نتيجة التَّعليم ومنها:
- المناهج التَّعليميّة: هي المقررات الدِّراسيّة للمادة التي يدرسها الطَّالب في صفِّه؛ فيجب العمل على تحسينها وتطويرها فتعتمد على المعلومة والفِكرة والأسلوب التفكيريّ الإبداعيّ الاستنتاجيّ في العرض بدلًا من القوالب الجاهزة والقوانين البحتة المعدّة من قِبل واضعي المناهج، كما يجب أنْ تترك المناهج للطَّالب مساحةً للتَّعبير عن الرَّأي والتَّجريب والتَّفكير.
- تساوي الفُرص في التَّعليم: بحيث يكون التَّعليم من ناحية المعلمين والأدوات والتَّجهيزات والمعدَّات متساويًا بين المدن والقُرى والأرياف، والعمل على تحسين ظُروف المؤسسات التعليميّة في هذه القُرى وترميم بنيتها التَّحتيّة.
- العناية بالكادر التَّعليميّ: الذي لولاه لما تمّت العملية التَّعليميّة وأُنجزت على الوجه المطلوب؛ فيجب توفير كافّة سُبل الرَّاحة النَّفسيّة لهم داخل وخارج إطار المؤسسة التَّعليميّة كتوفير الرَّاتب الوظيفيّ المناسب دون تأخيرٍ أو انقطاعٍ، والالتزام بالحدّ المسموح به من الحِصص والدُّروس في اليوم الواحد.
- الاستعانة بالخبرات: فاللُّجوء للآخر في سبيل التَّحسين والتَّطوير أمرٌ محبذٌ؛ فلا مانع من الاستعانة بأهل الخبرة في مجال جودة التَّعليم من دُولٍ ومؤسساتٍ وأفرادٍ؛ فالحكمة ضالة المؤمن يسعى خلفها في كل مكانٍ.
- توفير الدَّعم الماديّ: المادة عنصرٌ أساسيٌ لتحسين نتيجة التَّعليم إذا أُنفِقت على توفير كُلَّ ما يلزم العمليّة التَّعليميّة من وسائل تعليميّة وأجهزةٍ تُيسّر على المُعلِّم والطَّالب الجُهد والوقت في عمليات البحث والتَّجريب والحصول على المعلومة الصَّحيحة والاستنتاج والتَّقصي.
- التقييم: تعدّ عملية التَّقييم من أهمّ الخطوات، وذلك لتحديد ما تمّ إنجازه وما لم يتمّ، وإذا حصل خطأٌ أو تراجعٌ ما أسبابه وكيفية علاج المشكلة قبل تفاقمها.