حرص الإسلام على إقامة مجتمع إسلامي متماسك مترابط ومتحاب، فوضع بعض القيم في السلوك الاجتماعي لتحقيق هذا الغرض، ومن هذه القيم قيمة التضامن، وهي قيمة قريبة من قيمة التعاون، وربما الفارق بينهما يكمن فقط في أنّ أحد الطرفين في التضامن يكون أقوى من الآخر، أو متميزاً عليه ببعض المزايا، في حين أنّه في التعاون تكون الندية بين أطراف التعاون إلى حد ما قائمة، ويتم فيه الاشتراك والمظاهرة على فعل الشيء.
يعتبر التضامن علاقة اجتماعيّة، ورباط بين الأفراد والمجموعات يتم فيها تقديم العون والمساعدة من قِبل شخص أو مجموعة أشخاص لشخص يستحقه، أو فئة، أو مجموعة تستحقه، وللتضامن والتعاون مظاهر تعبّر عنهما، وتترتب عليهما نتائج وثمار طيبة.
مظاهر التضامنإنّ من أعظم ما تبنى عليه المجتمعات، وينشأ عليه أفرادها قيمة التضامن والتعاون، وحث الإسلام عليه في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، فقال تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ) [المائدة: 2]، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (مَثلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحُمِهم وتعاطُفِهم، مَثلُ الجسدِ. إذا اشتكَى منه عضوٌ، تداعَى له سائرُ الجسدِ بالسَّهرِ والحُمَّى) [صحيح]، ففي التضامن تعاضد وقوة، وعبَّر الشاعر عن جانب من ذلك عندما قال:
تأبى الرِّماحُ إذا اجتمعن تكسُّراً
وإذا افتــــرقن تكــسّرتْ آحاداالمقالات المتعلقة بمفهوم التضامن في الإسلام