الإيمان بالله يُعرّف الإيمان بالله باعتقاد المسلم اعتقاداً جازماً بوجود الله سبحانه وتعالى، واعتقاده بربوبيته، وألوهيته، وأسمائه الحسنى وصفاته سبحانه وتعالى، حيث إن الله سبحانه وتعالى خلق الإنس والجن ليعبدوه، فيقول في كتابه العزيز: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ) [الذاريات: 56]. صدق الله العظيم.
أقسام الإيمان بالله نستنتج من المفهوم السابق أن الإيمان بالله يتضمن أربعة أمور لا بد منها، فمن آمن بها فهو مؤمن، وهذه الأمور هي:
- الإيمان بوجود الله عز وجل: حيث تُدلّ فطرة الإنسان على وجود الله تعالى وكذلك عقله، فدلالة الفطرة على وجود الله أنّ كل مخلوق على وجه الأرض قد فُطر على الإيمان بالذي خلقه، أما دلالة العقل فتتضمن أنّ جميع المخلوقات على وجه الأرض والكون لا بد أن يكون لها خالق أوجدها، فمن المستحيل أن توجِدَ ذاتها بذاتها، ولا حتى بالصدفة كما يعتقد البعض، لأن كل حادث يجب أن يكون له مُحدث، ودليل ذلك قوله تعالى: (أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ) [الطور: 35].
- الإيمان بربوبيّة الله: والمقصود بذلك أن الله هو وحده رب هذا الكون ولا شريك له ولا معين. والرب هو من خَلق، وله الملك والتدبير، فلا خالق غير الله، ولا مالك غير الله، ولا مدبر للأمور غير الله.
- الإيمان بألوهيّة الله: يُقصد بذلك أن الله هو الإله الحق الذي لا شريك له، و(الإله) يُقصّد به (المألوه) وهو (المعبود) حباًّ وتعظيماً، وهذا معنى (لا إله إلا الله) أي: لا معبودَ حقٌّ إلا الله، ولا يشاركه في هذا الحق أحدٌ، ولهذا كانت دعوة جميع الرسل هي دعوة (لا إله إلا الله ).
- الإيمان بأسماء الله الحسنى وصفاته: يُقصد بهذا الأمر إثبات ما أثبته الله عز وجل لنفسه في القرآن أو السنة النبويّة من الأسماء والصفات بما يليق به سبحانه بدون تحريف، ولا تعطيل، ولا حتى تكييف، ولا تمثيل، والتي سنتناولها بشيء من التفصيل كما يأتي:
- التحريف: هو تغيير معنى نص أو أكثر من نصوص القرآن والسنة من المعنى الحقيقي الذي دلت عليه إلى معنى آخر لم يرده الله عز وجل ولا رسوله عليه الصلاة والسلام.
- التعطيل: هو نفي أسماء الله الحسنى وصفاته أو البعض منها عن الله تعالى.
- التمثيل: وهو تمثيل صفة من صفات االله تعالى بصفة مخلوق من مخلوقات الله، ومثال على ذلك: عندما يُمثلون أن يد الله مثل يد المخلوق أو أن الله تعالى يسمع كسمع المخلوق، وهذا منكر وباطل.
- التكييف: هو تحديدهم للكيفيّة والحقيقة التي عليها صفات الله عز وجل، فيحاول البعض تقديراً بقلبه أو بقوله أن يحدد كيفيّة صفة الله تعالى.