مفهوم التخطيط المركزي

التخطيط

يعتبر عنصر التخطيط أو كما يُسمى في ميدان الأعمال الإداريّة (Planning) واحداً من أهم الأنشطة الإداريّة التي يعتمد عليها العمل في كافة مراحله وخطواته، والذي يضمن وضع خطة مسبقة تهيئ المناخ المناسب لتنفيذ المهام والوظائف المختلفة حسب الأولويّات من الأهم إلى ما هو أقل أهميّة، وتضمن بالتالي تحقيق الأهداف المختلفة التي يسعى القائمون على العمل للوصول إليها وتحقيقها، وتتعدد جوانب التخطيط ما بين التخطيط العاديّ للأمور وذلك بوضع جداول زمنية للقيام بالوظائف المختلفة، وبين التخطيط الاستراتيجيّ والذي يعد نشاطاً أوسع من الأخير، بحيث يدرس البيئة الداخليّة والخارجيّة للعمل، ويسعى للحصول على الموارد اللازمة لتحقيق الأهداف المطلوبة في الوقت المحدد لها، وتقديم مخرجات حسب الطلب، وكذلك التخطيط المركزيّ الذي سنستعرض أبرز المفاهيم التي تعبر عنه، علماً أنّ هذا النوع من التخطيط ظهر بشكل واضح في الدول الاشتراكيّة، وخاصة في ظل نظام الاتحاد السوفيتيّ، وذلك بعد الحرب العالمية الثانية.

علماً أنّ هناك تزايداً ملحوظاً في الاهتمام بالتخطيط المركزي، ليس فقط في الحكومات المتقدمة بل أيضاً في الحكومات الناشئة، والتي تسعى بدورها لتحقيق النمو الاقتصاديّ والتنمية لمجتمعاتها وخاصة بعد الأزمات المالية والانهيارات الاقتصادية التي شهدتها العديد من الاقتصاديات، والتي ألحقت ضرراً كبيراً، وتسببت في العديد من الانهيارات في الأسواق المالية والتجارية والعسكرية العالمية.

مفهوم التخطيط المركزي

• يُعبر التخطيط المركزي عن أحد أنواع العمليات الشاملة التي يتمّ اعتمادها غالباً لتنظيم اقتصاديات الدول في كافة القطاعات المختلفة، ويتمّ تنفيذ الخطط المعتمدة بشكل مركزي وبواسطة الجهاز التخطيطي الخاص بالدولة.
• وهو أحد أنواع التخطيط القائم على وجود سلطة مركزية، تتمثّل في قوة الجهة المُشرفة على التخطيط في الدولة، من حيث وضع المهام الرئيسية، وإصدار القرارات الأساسية بخصوص المشروعات المختلفة.
• هو عبارة عن سيطرة الدولة على سياسة الاقتصاد بشكل كامل وعلى النشاط التجاري أيضاً بشكل كُلي، في الوقت الذي تحافظ فيه على الحق بحرية اتخاذ القرارات الاقتصادية، وخاصة فيما يتعلق بالاستهلاك والتوظيف إلى حد معين.
• يعتمد هذا النوع من التخطيط على صياغة القرارات الحكومية بشأن سبل استغلال الموارد، بحيث يتمّ التحكم في الشركات المنتجة للسلع والخدمات بأن تتوافق مع الأهداف والغايات الوطنية والاجتماعية.
• هو الاقتصاد المناقض بشكل تام للاقتصاد غير المخطط، والذي يقوم على القرارت الفردية كبديل عن الخطط الكلية الاقتصادية، ويشمل ذلك كلّاً من سياسات التسعير والتوزيع والإنتاج والاستثمار.

علماً أنّ التخطيط المركزي يواجه بعض التحفظات والانتقادات من المفكرين الاقتصاديين والدوليين، كونه يعاني من ضعف في التنظيم والضبط في العديد من البلدان، وكونه يعاني من ضعف في التحفيز والجودة، لذلك يُطلق عليه البعض اسم الاقتصاد الموجه.