يشتمل مصطلح إنسان على معنيين لغوي واصطلاحي، فالإنسان لغة قيل إنّه مشتق من الأنس على اعتبار أنه هو خليفة الله والكون الجامع، حيث إنّ الإنسان هو المجمع والمظهر لأسماء الله، ومن هذا المنطلق يسهل إبصار الحقائق واستئناسها، ويقال بأنّ إنسان مشتقّة من النسيان على اعتبار أنه كل يوم هو في شان.
يعرّف الإنسان علميّاً على أنه الكائن الحي الوحيد الباقي من الإنسان العاقل – النوع الوحيد الذي لا يزال على قيد الحياة من جنس الأناسي الذي ظهر قبيل مئةٍ وعشرين ألف عام – من جنس الأناسي (الهومو)، وهو أحد فروع قبيلة أشباه البشر المنتمية للكائن العاقل الوحيد وهو فصيلة القردة العليا، ويمتلك هذا الفصيل دماغاً عالي التطوّر على خلاف باقي الحيوانات على سطح الأرض، وهذا الدماغ قادرٌ على استخدام اللغة والنطق والتفكير المجرّد والذاتي، ووضع حلول للعراقيل والمشاكل التي تعترضه، والإنسان إضافةً لهذا يَمتلك جسداً منتصباً يحتوي على أطراف مفصليّة علويّة وسفليّة لتسهيل تنقّله وحركته بالتناسق مع الدماغ، وهذه الخاصيّة تجعل من الإنسان الكائن الوحيد على وجه الأرض الذي يتمكّن من توظيف قراءاته الجسديّة والعقليّة في عمليّة صناعة أدواته مهما بلغت دقتها.
مفهوم الإنسانيعرّف أرسطو الإنسان على أنه سياسي وحيوانٌ ناطق، أمّا افلاطون فقد ذكر أنّ الإنسان هو حيوان يسير على قدمين وبلا ريش، الرِّواقيون قالوا عن الإنسان أنه حيوانٌ عاقل. رابلي قال عن الإنسان إنّه ضاحك، أمّا ديكارت فقد ذكر أن الإنسان يفكّر، كانت من وجهة نظره أنّ الإنسان يقرّر، وكارل ماركس يقول بأنّ الإنسان يعمل، أما بيرغسون فقد قال إنّ الإنسان يبدع.
ذكر ديدرو في مقالةٍ له تحمل عنوان (الإنسان) ما يلي: الإنسان كائنٌ حساسٌ مفكّر متأمل جوّال بحريّة على وجه الأرض، وهو ربما كان على رأس قائمة كافة الحيوانات الأخرى التي تمكّن من السيطرةِ عليها، يحيى في مجتمع، وهو مبدعٌ لكافة الفنون والعلوم، يتصّف بالعديد من الصفات والمزايا الحميدة والذميمة، وتعتبر صفات ملازمة له، شرع العديد من القوانين له، ومنح لنفسه أسياداً. سينيكا قال بأنّ الإنسان كائنٌ مقدّس بالنسبةِ للإنسان.
أمّا المفهوم الحقيقي للإنسان هو جنسٌ حيواني، لما يتحلّى به من صفاتٍ شهوانيّة تمتلكها كافة الكائنات الحيّة الأخرى، من فصيلة الثدييات من النوع العقلي، وهناك تعريفٌ آخر للإنسان وهو أنّ الكائن البشري هو كل كائن حي ولد من كائنين حيين بشريين. من هذا المُنطلق يقول الكاتب أندريه كونت سبونفيل بأنّ الإنسانيّة هي حدث قبل أن تكون قيمة، وهي نوع قبل تصبح فضيلة، والإنسانيّة هي نقيض اللإنسانيّة. والإنسان بتعبير مونتاني يحمل صورةً كاملة للشرط الإنساني.
المقالات المتعلقة بمفهوم الإنسان