مفهوم الأخلاق

مفهوم الأخلاق

مفهوم الأخلاق

تعرف الأخلاق لغةً على أنها الطبائع التي يتطبع بها الإنسان، أما اصطلاحاً فليس هناك ثمَّة فرق كبير عن المعنى اللغوي، فالأخلاق اصطلاحاً تًعرَّف على أنها القواعد المنظمة لسلوك الإنسان، والتي تتحكم في أفعاله، وردود أفعاله التي تصدر عنه، فإما أن تكون حسنة فيكون الإنسان ذا أخلاق حسنة، وإما أن تكون سيئة فيكون الإنسان ذا أخلاق سيئة.

من الناحية الشرعية ترتبط الأخلاق ارتباطاً وثيقاً بنظرة الإسلام إلى مختلف التصرفات، والأفعال، وردود الأفعال الإنسانية، فقد تختلف هذه النظرة في أحيان قليلة عمَّا تعارف عليه الناس وصار بنظرهم خُلُقاً حسناً، أو على الأقل عادة مقبولة اجتماعياً، غير أنها في الغالبية العظمى من الأحيان تقرُّ ما أقرَّه الإنسان من أفعال حميدة وأخلاقية، وتنفِّر مما يَنفر منه الإنسان من أفعال مذمومة، وهذا أحد الأسباب الرئيسية التي جعلت الإسلام ديناً مقبولاً من الناحيتين الفطرية والأخلاقية على حدٍّ سواء، فالنظرة الإسلامية الشرعية حتى لو تعارضت مع خُلُقٍ، أو عادة اجتماعية سائدة، فهذا التعارض هو لصالح الإنسان؛ ذلك أن الإنسان يجهل في بعض الأحيان مصلحته نظراً لوقوعه تحت هيمنة رغباته، ونزواته، ونظرة من حوله إليه.

الأخلاق والسلوك والحضارة

تعتبر الأخلاق المعيار الأساسي والرئيسي للسلوك الإنساني، فبقدر ما تتوفر الأخلاق الكريمة، والرفيعة في نفس الإنسان، بقدر ما يكون سلوكه منضبطاً ضمن الأطر الصحيحة للسلوك الإنساني، وبقدر ما تكون حياته هانئة، على الأقل من الناحية الداخلية النفسية، فبعض من يتمتعون بالأخلاق الرفيعة يعانون الأمرَّين عند تعاملهم مع من حولهم، خاصة إذا كانوا محاطين بمجتمعات فاسدة منحلة، بعيدة عن الفطرة الإنسانية السليمة كلَّ البعد.

هذا وقد اهتم الفلاسفة، والمفكرون، وعلماء الدين بالأخلاق منذ العصور القديمة، وقدموا العديد من الأطروحات، والدراسات، والأفكار التي تثري هذا الموضوع، فالأخلاق تعتبر العامل الأساسي، والركن المتين الذي إن توفر أولاً في المجتمعات الإنسانية قامت حضارات عظيمة، ينظر إليها أبناء المجتمعات الأخرى بنوع من الاحترام، ويتفاعلون معها بشكل إيجابي.

في عصرنا الحالي، ونظراً لما يعانيه العالم اليوم من مشكلات لا أخلاقية لا حصر لها، يبقى الأمل الوحيد أمام الإنسانية معقوداً بناصية الأخلاق، فالمستقبل للمجتمعات الأخلاقية، بغض النظر عن هويتها، أو عن أفكارها، أو عن أهدافها، أو عن عاداتها. فالتحلي بالأخلاق الحميدة يحمي المجتمعات من مشكلات مدمرة؛ كالحروب، وانتشار الآفات الاجتماعية، والمخدرات، والمجاعات، وتجارة الجنس، وتجارة الأطفال، وعمالة الأطفال، وبيع الأعضاء البشرية في الأسواق السوداء، وأكل أموال الناس بالباطل، وامتهان المرأة، والثقافة الاستهلاكية، وازدراء الآخر، وأخيراً حفظ الأرض من التحديات البيئية العديدة التي تواجهها، والتي تهدد مستقبل الإنسانية جمعاء.

المقالات المتعلقة بمفهوم الأخلاق