العبادات في الإسلام العبادات في الإسلام لها حقائق لا يُدركها إلا من فهمَ المقصود منها وأدّاها على وجهها الصحيح، وهذهِ الحقائق هيَ التي تُعطي للعبادة ثِمارها المرجوّة، فالصلاة مثلاً إذا التزمها المُسلم فإنّها تُبعدهُ عن الفحشاء والمُنكر وعن الظُلم وإيقاع الأذى بالناس، وتجعل منهُ شديد الخشية من الله ومن الوقوع في محارمه أو ما نهى عنه.
كذلك الصيام فرضهُ الله تعالى علينا تحقيقاً للتقوى في قلوبنا وحثّاً منهُ على ضرورة أن يشترك المُسلمون في مشاعرهم مع فقيرهِم ومُحتاجهم الذي قد لا يجد ما يسدّ به رمقه فيأتي صومك دافعاً لكَ أن تفعل شيئاً لهُم وتقدّم الدعمَ لهُم بعدَ أن قاسيتَ ما يُقاسون من ألم الجوع والعطش.
من هذهِ العبادات الجليلة أيضاً الحجّ، وهوَ ركنٌ من أركان الإسلام لِمن استطاع لهُ سبيلاً، وللحجّ ثمرات كثيرة ومظاهر يتميز بها الحج عن غيره من العبادات، وفي هذا المقال يتخصص الحديث عن مظاهر وحدة المُسلمين في الحجّ.
مظاهر وحدة المُسلمين في الحج في الحجّ يظهر للعالم أجمع كيف أنَّ الإسلام استطاع من خلال شعائره وعباداته أن يجمع المُسلمين ويوحدهُم ومن أبرز هذهِ المظاهر:
- اجتماعهُم في ميقاتٍ زمانيّ واحد وميقاتٍ مكانيّ واحد، وهذا من أُصول الحجّ، حيث يكون في وقت مُحدّد في شهر ذي الحِجّة.
- لباس الإحرام الموحّد بينَ جميعِ المُسلمين الذين توجّهوا لأداء فريضة الحجّ هوَ دليل اتّصافهم بالوحدة في اللباس فلا يوجد لباس للملك أو المملوك أو الغنيّ والفقير فكُلّهم سواسية يلبسونَ الأبيض من الثياب التي تخلو من المخيط والزركشات والزينة، ولباسهُم من قطعتين هُما الإزار والرداء، ولا يضعونَ الطِيب والعُطور فلا تجد أحدهُم قد تميّز بطيبه أو بعطره فهُم مُتحدون في مظاهرهم وحتّى في بواطنهم يُريدون الإخلاص لله وحده والتجرّد من ذنوبهم وخطاياهم يرجونَ رحمةَ الله وهذا الاتّحاد في المظهر والجوهر هوَ معلم من معالم الوِحدة في الحجّ.
- اجتماع الحُجّاج في جبل عرفات يوم الحجّ الأكبر في صعيدٍ واحد وفي زمانٍ واحد، وكذلكَ الأمر في بقيّة المنازل الأُخرى من منازل الحجّ كمزدلفة ومنى وأيّام الجمار، هوَ اتّحادٌ لهُم في شعائر تعبّدية تجعلُهُم في وِحدةٍ بينهم فهُم مُشتركونَ في أداء هذهِ الفريضة العظيمة بكلّ أركانها وواجباتها وشروطها.
- يحرُم على الحاجّ أن يحلق شعره أو يقص أظافره أو أن يصيدَ، ويحرُم عليهِ أن يُغطّي رأسه أو أن يعقد عقد زواج أو أن يطأ زوجته أو يرفث ويفسق وهذا يشترك فيه كُلّ من قصد الحجّ، فهُم سواسية في الأمر والنهي وسواسية في امتثال الأمر لهُم ما لهُم وعليهِم ما عليهِم.