نشأت الحضارة الفرعونية على ضفاف نهر النيل الذي يتدفقُ شمالاً من قلب إفريقيا إلى البحر الأبيض المتوسط مغذيةً المملكة الفرعونية، جاذبةً إليها الناس، والحيوانات، وما نتج عنها من زراعة النباتات بسبب الفيضان السنوي الذي خلق ظروفاً مثاليةً لزراعة القمح والكتان، وغيرها من المحاصيل. واستمرت هذه الحضارة لأكثر من ثلاثة آلافِ سنة، إذ بدأت السلالة الأولى قبل الميلاد مع عهد الملك نارمر، ثمَّ بدأت قوة هذه الحضارة بالازدياد على مر القرون، حتّى انتهت عندَ وفاة الملكة كليوبترا الحاكمة الثانية والثلاثين لسلالة الفراعنة، وأصبحت تلك المنطقة تحتَ الحكم الرومانيّ.
تعتبر الحضارة المصرية حضارةً مليئةً بالأسرار التي استولت على مخيلة العلماء والأشخاص العاديين على حدٍ سواء؛ لأنَّ الغموض محيطٌ بأصولها وهندستها المعمارية الأثرية من معابدَ، وأهراماتٍ، وتماثيلَ ضخمةٍ، والتي تعتبر من أعاجيب الدنيا السبع، وظهرت الحضارة الفرعونية بشكلٍ أكبرَ في الممارسات الجنائزية، مثل: التحنيط والدفن في مقابر تمَّ تصميمها لمساعدة المتوفى لإيجادِ طريقه في الآخرة في اعتقاداتهم، إذ كانوا يعتقدون بأنَّ الروح سترجع إلى الجسد بعدَ الموت لبدءٍ حياةٍ جديدةٍ، لذا كانوا يضعون في القبور جميع ضروريات الحياة لضمان عودة الروح للجسد ويعيش المتوفى في سعادةٍ دائمة.
مظاهر الحضارة الفرعونية العلوم الفرعونيةفي حين أنَّ معظم العالم كانَ يعيش في ظروفٍ بدائيةٍ، كان المصريون القدماء مشغولين بالدراسة، والاختراعات، وتطوير علوم الرياضيات، والطب، وعلم الفلك، وقد طبّقوا معرفهم في العمارة والهندسة الأثرية، وطوّروا القياسات للمسافات والوقت، إذ ذكر التقويم المصري أنَّ السنة تتكون من 365 يوماً، واثني عشرة شهراً، وثلاثة فصول تنقسم إلى دورة النيل والزراعة، ورأس السنة الميلادية الذي كان في التاسع عشر من شهر تموز، وموسم الحصاد الذي يبدأ في السابع عشر من مارس.
الهندسة المعماريةبنى المصريون القدماء الأهرامات، والمعابد، والقصور الحجرية، والمقابر التي بقيت حتّى وقتنا الحالي على الرغم من حدوث الزلازل والحروب، والقوى الطبيعية الأخرى، وتعتبر هذه الآثار تكريماً لعظمةِ هذه الحضارة التي نفضت مشاريع البناء بدرجةٍ عاليةٍ من المهارة المعمارية الهندسية، وتنظيم قوى عاملةٍ كبيرةٍ تتألف من الحرفيين، والعمال المدربينَ تدريباً عالياً، وبصرف النظر عن الأهرامات وغيرها من المباني فقد اشتهروا أيضاً بالنحت، وصنع التماثيل ثلاثية الأبعاد، والكتابة الهيروغليفية.
السياسة والحكمكانت الحكومة والدين لا ينفصلان في مصر القديمة، وكان الفرعون هو رئيس الدولة، وقد اجتمعت الحكومة مع الدين من أجل بناء المجتمع الفرعوني، وتنظيم أمور حياته من خلال بناء المعابد، وإنشاء القوانين والضرائب، وتنظيم العمل، وممارسة التجارة مع جيرانهم، وتكوّن التسلسل الهرميّ من المستشارين، والكهنة، والمسؤولين، والإداريين الذي كانوا مسؤولين عن شؤون الدولة، ورفاهية الشعب.
المقالات المتعلقة بمظاهر الحضارة الفرعونية