تعتبر حضارة دلمون من أقدم الحضارات في تاريخ البشرية، حيث يعود تاريخها إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد، وقد قامت الحضارة في جزيرة البحرين وامتدت على طول الساحل الشرقي لشبه الجزيرة العربية، وسماها السومريون بأرض الفردوس وأرض الخلود والحياة؛ لاعتبارها مكاناً مقدساً له صفات الجنة، وأرضها نظيفة خالية من الأمراض ولا يوجد فيها أي عدوان أو سوء، وسميت حضارة دلمون بهذا الاسم نسبةً إلى إحاطة الماء لها من كل اتجاه.
مظاهر حضارة دلمون الحياة الدينيةبنى أهل دلمون العديد من المعابد والمقابر بأشكال وأحجام مختلفة، كما تمّ اكتشاف العديد من المخلّفات المادية في القبور، وأقداح مخروطية الشكل، مما يشير إلى إيمان هذه الحضارة بعقيدة الخلود، ويعتبر معبد باربار من أشهر هذه المعابد.
نظام الحكمكانت الحضارة تخضع لنظام حكم ملكي وراثي، بحيث يكون خادم الإله ملكاً، كما كانت خاضعةً لسيطرة حكام بلاد الرافدين، وتقوم بدفع الجزية لهم.
الزراعةكانت دلمون بلداً زراعياً بسبب توفّر الأرض الخصبة والمياه العذبة فيها، واشتهرت بتصدير الثوم والتمر الذي تميز بحجمه الكبير، كما كانت أرضها بمثابة سوق حرة يقصدها التجار من جميع بقاع الأرض بهدف البيع والشراء، وقد امتلكت الحضارة أسطولاً بحرياً كانت تقوم بتأجيره لنقل البضائع من منطقة إلى أخرى.
الصناعةاشتهرت دلمون بصناعة الأختام الدائرية التي كانت تستخدم لإثبات الملكية الصناعية للأواني النحاسية والخزفية وصناعة التماثيل، كما اشتهرت بصناعة الفخار بأشكال ورسومات مختلفة عن أي حضارة أخرى.
العمارةتتجلّى مظاهر العمارة في بناء المعابد فوق التلال، وتشييد المقابر على شكل تلال صخرية بارتفاعات متفاوتة حسب مكانة الميت الاجتماعية.
الفنون والصيدأتقن أهل دلمون فن الرسم على جدران المقابر والمعابد، والتصوير على القطع الفخارية، كما اشتهر أهل دلمون بالعمل في صيد اللؤلؤ والأسماك.
اختفاء حضارة دلمونتعرضت حضارة دلمون في نهاية الألف الثانية قبل الميلاد إلى أخطار أدّت إلى انهيارها، حيث تمكّن حكام بابل في سنة 1700ق.م من السيطرة على شمال سوريا، كمّا حولوا طريق تجارتهم إلى آسيا الصغرى، وشنّوا العديد من الهجمات العسكرية التي أدت إلى السيطرة على دلمون في النهاية.
أهم آثار حضارة دلمون في البحرينالمقالات المتعلقة بتقرير عن حضارة دلمون