القرآن الكريم المعجزة
لم ينزل الله سبحانه وتعالى كتاباً سماويّاً تعهّد بحفظه إلاّ الكتاب الذي أنزله على سيّدنا محمّد -عليه الصّلاة والسّلام- وهو القرآن الكريم، فهذا الكتاب الخالد إلى قيام السّاعة استودع الله سبحانه فيه الكثير من الأسرار والمعجزات التي تدلّ على عظمة آياته وأنّها من لدن عزيز حكيم، وأنّ ما يكتشفه العلماء من أسرار الكون والمخلوقات التي تؤيّد ما جاء في القرآن الكريم تدل على إعجازه العلميّ، فما هي أبرز مظاهر الإعجاز العلميّ في القرآن الكريم؟
بعض مظاهر الإعجاز العلمي في القرآن الكريم
- الجبال ودورها في تثبيت الأرض: فقد اكتشف العلماء نتيجة دراستهم لسطح الأرض وجوفها أنّها معرّضةٌ للاضطراب والاهتزاز، وأنّ الجبال تؤدّي دورها في تثبيت الأرض ومنحها القرار، قال تعالى:(جَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِم) {الأنبياء:31} .
- مراحل خلق الإنسان في الرّحم: فقد تحدّثت الآيات الكريمة عن مراحل خلق الإنسان في بطن أمّه حيث يكون نطفةً، ثمّ علقة، ثمّ مضغةً، ثمّ يكون خلقًا آخر مكتملَ الأعضاءِ والحواس .
- الفاصل والحاجز الذي يكون بين الماء العذب والماء المالح: فقد اكتشف العلماء أنّ هناك فاصلاً وحاجزًا يمنع وصول الماء العذب في الأنهار إلى الماء المالح في البحار والمحيطات، حيث تتشكّل طبقةٌ وحاجزٌ تمنع ذلك، قال تعالى: (وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُوراً ) .{الفرقان:53}
- الحديث عن نجاة فرعون ببدنه: فقد وصلتنا -نتيجة الحفريات الأثريّة- جثّة فرعون -الذي أغرقه الله سبحانه وتعالى في اليمّ- محنّطةً محفوظةً لم تبلَ، والعجيب أنّ الآيات الكريمة تحدّثت عن نجاة فرعون ببدنه وبقائها آية للناس؛ كي يتّعظوا بما يحصل للظّالمين، قال تعالى:(فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَة) .{يونس:92}
- الحديث عن بصمة الأيدي واختلافها بين النّاس: فقد أكّد العلماء أنّه لا يوجد إنسانٌ على وجه الأرض يتشابه في بصمة يده مع بصمة شخصٍ آخر، وهذا ما أكّدت عليه الآية الكريمة في قوله تعالى:(بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ).{القيامة:4}
- الحديث عن توسّع الكون: لاحظ علماء الفلك في العصر الحديث أنّ الكون في تمدّدٍ واتساعٍ مستمر، وهذا ما تؤكّد عليه آيات القرآن الكريم كما في قوله تعالى:(وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ).{الذاريات:47}
- تشبيه حال الضّالين الذي يرفضون اتباع الحق والهدى وضيق صدورهم بالبعد عن الذّكر والقرآن بحال من يرتفع في السّموات فيشعر في ضيق النّفس، فقد أثبت العلماء ومن خلال التّجربة أنّ من يصعد في السّماء ويرتفع يشعر بضيقٍ في التنفس بسبب نقص كميّة الأكسجين تدريجيّاً كلما ارتفع إلى الأعلى، وهذا يشبه حال الكفّار والضّالين، قال تعالى:(وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ ).{الأنعام:125}