هو كتاب الله عز وجّل المنزّل على نبيّه محمد صلى الله عليه وسلم، وهو الكتاب الأفصح على وجه الأرض، ويختص بخصائص ينفرد بها عن غيره من الكتب، فهو المتعبد بتلاوته، ومحفوظ بالصدور والسطور، وخاتم الكتب السماوية، وكتاب خالدٌ إلى يوم القيامة.
ينال القرآن الكريم منزلة عظيمة في نفوس المسلمين جميعاً، إذ تعتبر قراءته عبادة يؤجرون عليها وتقرباً لله سبحانه وتعالى، وكما أنّ له أثراً في حياة الأفراد اليوميّة، إذ يعد مقوّماً لسلوك الإنسان، وأخلاقه، ومعاملاته اليومية، وتفكيره وكافة الأمور التي تتعلق بالحياة الفضلى.
نزول القرآن الكريممَنّ الله سبحانه وتعالى على عباده بإنزال القرآن الكريم لهم الذي جاء لهداية الناس جميعاً، لذلك تعتبر حادثة نزول القرآن أعظم حدث في التاريخ لدى العالمين، ومن المعروف أنّ الله سبحانه وتعالى قد نزّل القرآن الكريم لأول مرة للوح المحفوظ تنزيلاً مجيداً في ليلة مباركة وهي ليلة القدر.
أنزل الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم على قلب رسوله صلى الله عليه وسلم مفرّقاً حتى يُثبّت في فؤاد الرسول صلى الله عليه وسلّم، وكانت أول سورة نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم هي سورة العلق، هذا وقد استغرقت فترة نزول القرآن الكريم ثلاثاً وعشرين سنة، وانقسمت إلى مكيّة ومدنيّة، إذ نزلت ست وثمانون سورة على رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة لمدة ثلاثة عشر عاماً، ونزلت الثماني والعشرون سورة المتبقّية عليه في المدينة المنورة على فترات متقطعة لمدة عشر سنوات، وتشكّل بمجموعها 114 سورة مكيّة ومدنيّة.
تطرّقت السور المكية إلى مواضيع تتعلّق بالعقيدة وإيضاحها وتعميقها في نفوس المسلمين، والإتيان بأمثلة لتأكيد مصداقيتها وتوطيدها في النفوس، أما السور المدنية فقد ركزت التشريعات فيها على التفرقة ما بين الحلال والحرام وما يحتاج إليه المسلم من أحكام في حياته اليومية.
أسباب نزول القرآنأنزل الله سبحانه وتعالى الكتاب العزيز على عباده ليدعوهم إلى الإيمان به، وتوحيده، واتباع طريق الهداية واجتناب طريق الظُلمات، فبدأت قصة النزول عندما كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم يتفكّر وهو جالس في غار حراء في مكة المكرمة، ومن هنا كانت بداية للبعثة النبويّة للعالمين.
تصنّف آيات القرآن الكريم وفقاً إلى سبب النزول، فمنها ما جاء مقترناً بسبب من الأسباب، كحادثة أو واقعة ما، فمثلاً نزول سورة المجادلة بعد أن وقعت حادثة الجدال والمحاورة بين الصحابيّة خولة بنت ثعلبة ورسول الله صلى الله عليه وسلم، لذلك سمّيت أيضاً بسورة الظهار ومن السور ما لم تقترن بحادثة معينة.
المقالات المتعلقة بكم سنة استغرق نزول القرآن