القرآن الكريم كتاب الله العظيم، ونوره المبين، أنزله لهداية البشرية إلى ما فيه خيرها وسعادتها في الدنيا والآخرة، وهو زاخر بالمعارف والتوجيهات والتشريعات، لذلك لابد من تدبره والتفكر في معانيه، وذلك لفهم هدايته والعمل على تطبيقه في واقع الحياة قال الله سبحانه وتعالى: "أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا". وفي هذا المقال نعرف ببعض الأساسيات التي يقوم عليها الفهم السليم للقرآن الكريم، ومنها:
أولاً: فهم القرآن الكريم وفقاً للأهداف العامة من إنزاله
أنزل الله سبحانه القرآن الكريم لهداية الناس إلى الحق والخير، قال تعالى: "إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم". وهذا الهدف يشمل جوانب كثيرة، منها:
ثانياً: النظرة الشمولية للآيات في الموضوع الواحد
القرآن الكريم يفسر بعضه بعضاً، فما ورد غير مفسر في مكان جاء تفسيره في مكان آخر، ولذا لابد من ضم الآيات بعضها إلى بعض؛ حتى يتضح المعنى المقصد من النص. وفد أرشدنا النبي صلي الله عليه وسلم إلى ذلك، فعندما قرأ الصحابة الآية الكريمة: "الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون"، ظنوا أن الظلم في الآية يشمل كل معصية ولو كانت صغيرة، ولهذا قالوا: يا رسول الله وأينا لا يظلم نفسه؟ فقال لهم: ليس كما قلتم إنما هو الشرك، ألم تسمعوا ما قال لقمان لابنهوهو يعظه؟: "يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم". ومما يجدر الإشارة إليه أن تفسير القرآن الكريم بالقرآن الكريم يتطلب قدراً كبيراً من الاجتهاد ودقة الملاحظة؛ لإدراك العلاقات بين الآيات والجمع بينها.
ثالثاً: فهم القرآن الكريم في ضوء السنة النبوية
جاءت السنة النبوية تفصل أحكام القرآن الكريم وتوضح معانيه، مصداقاً لقوله تعالى: "وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس مان زل إليهم". فقد جاءت الأحكام في القرآن الكريم غالباً على سبيل الإجمال، وتكلفت السنة بالبيان والتفصيل.
رابعاً: الانتفاع بتفسير الصحابة والتابعين
الصحابة الكرام أقرب الناس فهماً للقرآن الكريم؛ لأنهم عاصروا نزول الوحي، وعاشوا معاني القرآن الكريم واقعاً في حياتهم، وهم أهل اللغة، وقد نزل القرآن الكريم بلسانهم.
معاني القرآن الكريم كثيرة لا تقف عند حدود ما بينوه وفسروه. ما يقوله الصحابة والتابعون برأيهم واجتهادهم، بالرغم من أهميته يظل اجتهاداً بشرياُ يمكن مراجعته وإعادة النظر فيه.
خامساً: فهم القرآن الكريم على أساس اللغة العربية
نزل القرآن بلسان عربي مبين، فهو يجري في تعبيره على لغة العرب وأساليبها، ولابد أن يعتمد المفسر في تفسيره على قواعد اللغة العربية وأساليبها.
سادساً: ملاحظة أسباب النزول:
يعرف سبب النزول بأنه ما يتنزل قرآنٌ لبيان شأنه سواء أكان إجابة عن سؤال وجه للرسول صلى الله عليه وسلم، أو تعليقاً على حوادث مر بها المسلمون. والعبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
سابعاً: الحذر من الاسرائيليات
وهي الأخبار التي يوردها المفسرون مما ينقل عن بني إسرائيل. وقد نشأ عن التوسع في الاعتماد عليها أخطاء في التفسير منها:
المقالات المتعلقة بكيف افهم القران