كيف نتعامل مع القران الكريم

كيف نتعامل مع القران الكريم

القرآن الكريم هو كتاب الله تعالى والذي أنزله على عبده الرسول الأعظم محمد – صلى الله عليه وسلم –، ومن هنا فقد لاقى هذا الكتاب اندهاشاً من كل من تعرف عليه سواء للعبادة او للمعرفة العامة والاضطلاع، حيث يحتوي من الحكم ما لا يحتويه أي كتاب آخر، كما انه من الكتب التي تكشف ما خفي في الصدور من أمراض علاجاً لها، فأسلوب القرآن الكريم هو مواجهة الناس بما يشعرون به وما يختلج في صدورهم لهدايتهم وإرشادهم إلى طريق الحق، كما أن القرآن يحتوي على أخبار من سبقونا من أمم في أسلوب رائع فريد، حيث انه يعطي دروساً في فن القصص، فأصبح نمط القصص الخاص بالقرآن والذي أصبح مدرسة مستقلة بذاتها يسمى بأسلوب القصص القرآني. إضافة إلى ذلك فهو كتاب يحتوي على العديد من الإرشادات الأخلاقية والتي ان اتبعها الناس سيسعدون في دنياهم وأخراهم.

للأسف يتعامل الكثير من الناس على أساس عقلية الشعر منطلقين من أن القرآن قد أتى معجزة للنبي محمد – صلى الله عليه وسلم – ليعجز به كفار قريش، وهذا النوع من التعامل لا يترك مجالاً للقرآن لأن يظهر كل ما فيه من جمال في الحكم والنصائح الأخلاقية والقصص وما إلى ذلك مما يحتويه القرآن الكريم من جوانب مختلفة ومتعددة. ومن هنا يجب ان يكون التعامل مع القرآن الكريم على أساس انه كتاب الله تعالى المعجز، بمعنى أن الذي خلق كل شيءبهذه الدقة المتناهية في الكون سيكون كلامه بنفس دقة خلقه، فكل شئ في الكون خلق بقدر، وبدقة عاليه هذا يعني ان كلام الله تعالى يجب أن يكون بنفس هذه الدرجة من الدقة، وهذا يلزمنا بعدد من الأمور، اولها انه لا يوجد ترادف في القرآن الكريم، اما الأمر الثاني بأن كل كلمة وكل نقطة وكل حركة وكل شئ تحتويه صفحات المصحف لم توضع عبثاً او زيادة إنما تحمل معنى جديداً، وأخيراً يجب ان يتم التفكر في القرآن كل امرء بما أوتي من قدرة. عندما نصل إلى هذه القناعات سيكشف لنا القرآن الكريم عن معانٍ جديدة وكنوز معرفية ستذهلنا بدقتها ومنطقيتها وحكمتها، حيث إن كل معنى جديد يصل إليه الإنسان بعد اقتناعه بهذه القناعات سيجبره تلقائياً على أن يقول: " سبحان الله وصدق الله العظيم " من هول الإعجاز، ومن هول المرأى والمسمع. وأخيراً لا يجب أن تفصل آيات القران الكريم عن سياقها، والسياق لا يختص بالنص فقط، وإنما بالنص والتاريخ، وذلك عن طريق ربط الآيات بالعلوم والاستعانة بباقي العلوم لتفسير آيات القرآن الكريم، فوظيفة القرآن أن ترشد الناس إلى الأمور المختلفة بكلمات موجزة جامعة مانعة ويتوجب على الإنسان ان يبحث عن تفسيرها بأي طريقة كانت إذ انها كلمة حق صادرة عن الحق،

وأخيراً يجدر الإشارة إلى ان هذا هو مذهب عدد من المفكرين المسلمين الذين استطاعوا بهذه الطرق الوصول إلى معان جديدة لم تكن مطروقة من قبل، لذا يرجى الانتباه.

المقالات المتعلقة بكيف نتعامل مع القران الكريم