تُعرف مدينة بني ملال بأنّها من المدن المغربيّة الحديثة في نشأتها، إلا أنّ الإنسان عرفها منذ القديم وحفر فيها الكهوف والأقنيّة، ولا شكّ أنّها مليئة بالكنوز والأسرار التي تنتظر من يستكشفها.
تبلغ مساحة هذه المدينة حوالي ثلاثمئة وعشرين كم²، وترتفع عن مستوى سطح البحر حوالي ستمئة متر، وهي مدينة جبليّة تتوفّر فيها المياه، من عيون ومنابع وأنهار، لذلك هي غنيّة بثروتها الفلاحيّة.
موقع مدينة بني ملالتقع مدينة بني ملال في المملكة المغربيّة، وتحديداً في القسم الأوسط الغربيّ منها، وتتوسّط بين كلّ من سهل تادلة والأطلس المتوسّط، وهي العاصمة لإقليم بني ملال ولجهة بني ملال خنيفرة، وهي واقعة على محور طرقيّ بينّ كلٍّ من مدينة فاس ومدينة مراكش.
تفصل مدينة بني ملال عن مدينة الدّار البيضاء مسافة تقدّر بحوالي مئتين وخمسين كيلومتراً، وتبعد عن مدينة الرباط عاصمة البلاد حوالي ثلاثمئة وأربعين كيلومتراً، وتفصلها عن مدينة الفقيه بن صالح حوالي خمسة وأربعين كيلومتراً، أما عن مدينة أزيلال فتبعد حوالي سبعين كيلومتراً.
مدينة بني ملال قديماًيؤكّد الباحثون والمؤرخّون للتاريخ المغربيّ، وعلى الرّغم من عدم القيام بأيّ أعمال من تنقيب وحفر تدل على أنّ مدينة بني ملال هي من أقدم أماكن الشمال الإفريقي التي عمرها الإنسان القديم لكن وجود الكهوف الموجودة فيها تؤكّد ذلك، إذ يتّضح أنّها ليست كهوفاً أحدثت بفعل العوامل الطبيعيّة، بل بفعل أدوات بعضها حديديّة من صنع الإنسان الأوّل، ومازالت آثارها وضحة على جدرانها، وبأشكالٍ هندسيّة، وتُظهر شكل التعمير والبناء البدائيّ للغرف والأقبيّة.
تدور عدّة حكايات شعبيّة حول هذه المدينة بأنّ سكّانها القدماء كانوا يستخدمون هذه الكهوف كأماكن للاختباء أيّام الحروب من الأعداء، وخاصّة الحروب التي كانت تدور بين القبائل التي تسكن الجبل وبين سكّان الدير، وكانت هذه الكهوف أيضاً ملجأً آمناً وحصيناً للسكّان الذين قاوموا منذ بداية القرن العشرين الاستعمار الفرنسي، حيث التجأوا إلى الكهوف من أجل الحماية والاختباء.
يوجد في مدينة بني ملال أسوار تاريخيّة، وتعود في تاريخها لعهد مولاي إسماعيل، إضافة إلى وجود المنارة التي يرجع تاريخ تشييدها إلى عهد الموحّدين.
المواقع التاريخية في مدينة بني ملاليوجد في هذه المدينة عدّة مواقع تاريخيّة سياحيّة خاصّة عيون الماء الوفيرة فيها، والتي تعتمد قيام المدن عليها، كعين أسردون، وعين العنصر أو التي تُعرف بفم العنصر، بالإضافة إلى عين تمغنونت، والشلالات الشهيرة فيها كشلال مودج، وأيضاً شلال أجرجر بفم العنصر، لذلك فإنّها مدينة تنشط فيها السياحة حتى عُدّت من أفضل مدن المغرب.
المقالات المتعلقة بمدينة بني ملال قديماً