وصف مدينة فاس المغربية

وصف مدينة فاس المغربية

مدينة فاس

تعبترُ مدينة فاس ثاني أكبر المدن المغربيّة من حيثُ عددِ سكان الذي يزيدُ عن المليون والنصف، وقد تأسّست سنةَ مئة واثنتينِ وثمانين للهجرة على يدِ الملك إدريس الثاني، حيثُ جعلَها عاصمة الدولة الإدريسيّة في المغرب، وتنقسمُ المدينة إلى ثلاثةِ أقسام رئيسة، وهي: المدينة القديمة وهي فاس البالي، والمدينة الجديدة التي أنشأها الفرنسيّون خلالَ فترة الاستعمار الفرنسيّ للمغرب، وفاس الجديد التي بُنيتْ في القرن الثالث عشر للميلاد.

وصف مدينة فاس المغربية

تقعُ مدينة فاس في الجهة الشماليّة في منتصفِ المملكة المغربيّة، حيثُ تشغلُ الطرق السهلة الرابطة بين ساحل المغربيّ الذي يطلّ على المحيط الأطلسيّ، وبسبب موقعها الجغرافيّ فقد أصبحت ذات موقع استراتيجيّ مهمّ، فنتيجةً لغزارة الأمطار التي تسقطُ عليها تقوم الطبقة الكلسيّة في الأطلس المتوسّط بامتصاصِها لتُشكّلَ بذلك المياه الجوفيّة التي يخرجُ منها سهل سايس، إضافة إلى الينابيع الصغيرة التي تتجمّع لتُغذّي أنهار المدينة.

يوجدُ في المدينة القنوات المائيّة التي تصلُ إلى كلّ مسجد، ومدرسة، وبيت، إضافة إلى عيونِ نهر سبو وروافده المتعدّدة، وهو الذي جعلها تصمد أمام الحصارات المتتالية التي تعرّضت لها عبر التاريخ، كما تعتبرُ نقطة وصل بين التلال المحيطة فيها؛ كونَها تقعُ في وادٍ خصيب.

إضافةً إلى أنّه يوجدُ بالقرب منها الغابات التي تتوفّرُ فيها أشجار البلوط، والأرزّ والتي تؤخذُ منها أخشابٌ ذاتُ جودة عالية، ناهيك عن الأراضي الكثيرة والصالحة لكافّة أنواع المحاصيل الزراعيّة كالحبوب، والزيتون، وأشجار الفاكهة كالبرتقال، والتين، والرمان، ممّا يجعلها زمرديّة اللون محاطة بالحدائق، والبساتين، والجبال الخضراء الداكنة المتوّجة بأشجار الأرزّ، والصبير، وزهر عود السند، المنتشرة فيها المراعي المختلفة التي تضمُّ الماشية بأنواعها.

المعالم التاريخية والأثرية

يوجد في مدينة فاس الكثير من الآثار والمعالم التاريخيّة العريقة، ومنها مسجدُ القرويين الذي يُعدُّ من أشهر المساجد في المغرب، وقد بُني بأمر من فاطمة الفهريّة، وقد أضيفتْ إليه الكثير من التطوّرات فيما بعد، ومسجد الأندلسيّين، وقد بُني بأمر من مريم أخت فاطمة الفهريّة سنة ثمانمئة وتسعٍ وخمسين، إلاّ أنّ تصميمَه الحالي يعودُ إلى فترة الناصر الموحدي، وخلال الفترة العلويّة قام السلطان إسماعيل بالكثير من الإصلاحات داخل وخارج المسجد.

تعتبرُ أسوار فاس البالي التي تعودُ إلى حكم الناصر الموحدي من المعالم المهمّة في المدينة، ناهيك عن المدرسة البوعنانيّة التي أسّسها السلطان أبو عنان المريني، والتي تعتبر من أشهر المدارس في المغرب ككلّ بصفتِها مؤسّسة تعليميّة، ومكان لإقامةِ صلاة الجمعة. أمّا مدرسة العطارين التي تقعُ في الشمال من جامع القرويين فهي من أجمل المدارس المغربيّة بالرغم من صغرِ حجمها، ويعودُ سبب ذلك الجمال إلى الزخارف الإبداعيّة المختلفة والفريدة من نوعها.

 

المقالات المتعلقة بوصف مدينة فاس المغربية