الصلاة أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة، وهي ثاني أركان الإسلام في الفريضة بعد شهادة أن لا إله إلا الله وأنّ محمد رسول الله، ولأهميتها قد فرضت في ليلة الإسراء والمعراج، وصلاة العصر من هذه الصلوات المفروضة التي يجب الالتزام تلتزم بها والحفاظ عليها على وقتها فذلك من علامات الإيمان.
يبدأ أول وقت لصلاة العصر حين يكون ظلّ كلّ شيء مثله، ويمتدّ وقتها إلى أن تصفرّ الشمس، أمّا عند الضرورة تكون الصلاة إلى غروب الشمس، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" مَن أَدْركَ من الصُّبحِ ركعةً قبل أن تَطلُعَ الشمسُ، فقدْ أدْرَكَ الصُّبحَ، ومَن أَدركَ ركعةً مِن العصرِ قَبلَ أن تَغرُبَ الشمسُ، فقدْ أدْرَكَ العصرَ".
صلاة العصر تتكوّن من أربع ركعات من الفريضة وليس لها سنة راتبة مؤكدة كباقي الصلوات، وهي صلاة سرية كسائر صلوات النهار، ويؤديها الرجل في المسجد جماعة والمرأة في بيتها؛ ففي هذه الصلاة وصلاة الفجر تنزل الملائكة وتصّعد إلى السماء فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"يتعاقبونَ فيكم ملائكةٌ بالليلِ. وملائكةٌ بالنهارِ. ويجتمعون في صلاةِ الفجرِ وصلاةِ العصرِ. ثم يعرجُ الذين باتوا فيكم. فيسألُهم ربُّهم، وهو أعلمُ بهم: كيف تركتُم عبادي؟ فيقولون: تركناهم وهم يُصلُّون وأتيناهم وهم يُصلُّونَ" فتظهر أهمية الحفاظ على هذه الصلاة والحرص عليها والالتزام بها؛ ففيها لعل الأعمال ترفع إلى الله سبحانه وتعالى عن طريق الملائكة وبذلك يكون تقرير مشرف للعبد في يومه.
أمّا كيفية أدائها فتكون بداية بالطهارة، والوضوء، واستقبال القبلة، وعقد النية بالقلب للصلاة، وبعد ذلك يبدأ المصلّي بدعاء الاستفتاح وتكبيرة الإحرام وقراءة سورة الفاتحة وما تيسّر من القرآن الكريم سرّاً، ومن ثم الركوع بقول "سبحان ربي العظيم ثلاثاً"، وبعدها يقف يحمد الله ويشكره بقول :"سمع الله لمن حمده"، ويهوي ساجداً لله سجدتين منفصلتين بجلسة صغيرة يفضل الدعاء فيها بالمغفرة، فيقف للركعة الثانية مثل الأولى ولكن من دون دعاء استفتاح وبعد الانتهاء من الركعتين يجلس للتشهد فقط دون الصلاة الإبراهيمية، ومن ثم يقف للركعة الثالثة والرابعة بقراءة سورة الفاتحة فقط، وبعد الانتهاء من ذلك يجلس للتشهد والصلاة الإبراهيمة، ويسلّم وبذلك ينهي الصلاة.