ما هي كفارة الظهار

ما هي كفارة الظهار

الظهار

هو من الأحكام التي تفصل بين الزوجين وتفرّق بينهما، وذلك عن طريق تشبيه الرجل لزوجته بامرأةٍ محرّمةٍ عليه، كأمّه أو أخته أو أحد محارمه، سواءً بشكلٍ كليٍّ كأن يقول لها أنت عليّ كأمي، أو بشكلٍ جزئيٍّ كأن يقول لها أنت عليّ كظهر أمي، وهو من الأحكام الظالمة والجائرة بحقّ المرأة في الجاهلية، لأنه كان يُبقي المرأة معلّقةً بالرجل، ويمنعها من الزواج بغيره

مع مجيء الإسلام وتكريم المرأة، تمّ إبطال هذه الأحكام الظالمة، وجعل الظهار من المرأة تحريماً تامّاً لها، ولا يجوز إتيانها إلا بعد تقديم الكفارة، وذلك من أجل الحِفاظ على عقد الزواج من العبث والتحريف. في هذا المقال سنعرض كفّارة الظهار في الإسلام.

كفارة الظهار

تُصبح كفارة الظهار واجبةً إذا أراد الشخص العودة إلى زوجته، وقد فصلها الشرع بعتق رقبة، فإن لم يكن لديه عبدٌ، فعليه بصيام شهرين متتابعين، فإن لم يكن باستطاعته الصوم لمرضٍ يعانيه عليه إطعام ستين مسكيناً، وفيما يأتي توضيح رأي الأئمة الأربعة في هذه الكفارة.

  • عتق الرقبة: اختلف الفقهاء في هذه النقطة، من ناحية هل العتق يقع فقط على العبد المسلم، أم الكافر أيضاً، وهل لجنس العبد وعمره علاقةٌ بجواز الكفارة أم لا، وجاء اختلافهم على النحو الآتي:
    • يرى أصحاب المذهب الحنفي أنّ الكفارة تجوز بعتق رقبة العبد كافراً كان أم مسلماً، ذكراً أم أنثى، صغيراً أم كبيراً.
    • يرى أصحاب المذهب الشافعي والمالكي أنّ الكفارة لا تجوز إلا إذا كان العبد مؤمناً، واستندوا بذلك بقوله تعالى في (فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ){النساء 92}
*صيام شهرين متتابعين: اختلف الفقهاء أيضاً في الكفارة المتعلّقة بصيام شهرين متتابعين، وجاء اختلافهم كما يأتي:
    • ذهب أصحاب المذهب الحنبليّ إلى وجوب حساب الشهر بالهلال، وعدم التفريق بين الشهر النّاقص أو الكامل، فلا يصوم حسب التقويم الميلاديّ، وعلى هذا يمكن أن يكون الصيام واحداً وستين يوماً بدلاً من ستين.
    • أجاز أصحاب المذهب الحنفيّ الصيام دون مراقبة الهلال، فالعبرة بصيام ستين يوماً متتابعين دون احتساب الشهر كاملاً كان أم ناقصاً.
    • أجاز أصحاب المذهب الحنبليّ والشافعيّ أن يكون بداية الصيام برؤية الهلال، ثم مواصلة صيامه دون رؤية الهلال، حتى يُكمل العدد المطلوب منه.
    • إطعام ستين مسكيناً: اختلف الفقهاء أيضاً في هذه النقطة، من حيث كميّة الطعام المقدّم لكلّ مسكين، فقال أبو حيان إنّ الإطعام يجب أن يكون ممّا يأكله الشخص نفسه ويشبع منه، من غير تحديد الكمية، أو نوع الطعام.

المقالات المتعلقة بما هي كفارة الظهار