محتويات
- ١ المصحف
- ٢ تعريف المصحف
- ٣ حكم تقبيل المصحف
- ٤ أسماء المصحف
- ٥ المراجع
المصحف أنزل الله سُبحانه وتعالى على أنبيائه ورسله كتباً كان آخرها الكِتابُ المنزل على خاتم الأنبياء سيّدنا محمد صلى الله عليه وسلم والمسمّى بالقرآن الكريم. للمصحف أو ما يُسمّى بالقرآن الكريم مكانةٌ مميّزة بين الكتب السماوية، وهو مُعجزة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم؛ حيث اختصه الله سبحانه وتعالى بها، ونظراً لإيمان المسلمين بما جاء بالقرآن الكريم واتّباعهم له جرت العادة عند بعضهم بتقبيله كإشارةٍ إلى تقديسه، ولكن ما الحُكم الشرعي لتقبيله؟ وهل في ذلك مُخالفةٌ شرعية أم إنّ هذا الأمر من الأمور التي أباحتها الشريعة الإسلامية لعدمِ وجود نصٍّ يدلّ على حرمتها؟
تعريف المصحف عندما يُطلق لفظ المصحف فإنّما يُراد به القرآن الكريم، ويُعرّف في اللغة والاصطلاح كالآتي:[١]
- معنى القرآن في اللغة: هو مصدر قرأ يقرأ قراءةً وقرآناً، فهو قارئ والمفعول: مقروء، وتجويد القرآن: تحسين الصوت بقراءته.
- القرآن الكَريم اصطلاحاً: هو كَلام الله الذي أُنزل على سيّدنا محمد عليه الصلاة والسلام خاتم الأنبياء والمرسلين، المُتعبّد بتلاوته، والذي يبدأ بسورة الفاتحة، وينتهي بسورة الناس، والمنقول بطريقة التواتر،[٢]والقُرآن الكريم معجزة الله الخالدة التي أنزلها على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليُعجز بها قريش الذين عجزوا عن الإتيان بشيءٍ من مثله رغم فصاحتهم وبلاغتهم وتميّزهم بعلوم اللغة وآدابها. يتكوّن القرآن الكريم من ثلاثين جزءاً، ينقسم كلّ جزء من أجزائه إلى حزبين، أي إنَّ مجموع أحزابه ستون حزباً،[٣] كما أنَّ عدد سور القرآن الكريم مئة وأربع عشرة سورة، وعدد آيات القرآن الكريم 6236 آيةً.[٤]
حكم تقبيل المصحف خصًّ الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم عن غيره من الكتب السماويّة بأن جعله محفوظاً مُصاناً عن التحريف والتبديل، فقال عزّ وجل في سورة الحجر: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)،[٥] لذلك فقد حاز كتاب الله سبحانه وتعالى على المَكانة الفضلى بين الكتب السماوية؛ حيث لم يرد عليه تغييرٌ من عهد محمّد صلى الله عليه وسلم وسيستقر ذلك حتى قيام الساعة تصديقاً بما جاء به الله، أمّا تقبيل المصحف عند حمله أو القراءة منه فمُختلفٌ فيه بين العلماء، وفيما يلي بيان آراء العلماء وأقوالهم في هذه المسألة مع بيان أدلّة كل فريقٍ منهم:[٦][٧]
- ذهب علماء المالكية إلى القول بأنّ تقبيل المصحف مكروهٌ شرعاً، قال الخرشي في شرح خليل: (يكره تقبيل المصحف وكذا الخبز).
- ذهب بعض الفقهاء إلى استحباب تقبيل المصحف، ومن بين من استحبّ تقبيل المصحف وأفتى به الإمام السبكي، كما ذهب إلى ذلك القول بعض العلماء.
- ذهب فريقٌ آخر من العلماء إلى القول بإباحة تقبيل المصحف، وهو الأمر الذي يجعل تقبيل المصحف خارجاً عن كونه مكروهاً أو مستحباً إنّما يبقى الأمر على الإباحة المطلقة، ونقل هذا القول في المشهور عن الحنابلة، يقول صاحب كشاف القناع: (ويباح تقبيل المصحف، قال النووي في التبيان روينا في مسند الدارمي بإسناد صحيح عن أبي مليكة: أن عكرمة بن أبي جهل كان يَضع المصحف على وجهه ويقول: كتاب ربي كتاب ربي)، وقال الزركشي في البرهان: (ويُستحبّ تطييب المصحف وجعله على كرسي، ويجوز تحليته بالفضة إكراما له على الصحيح، ورَوى البيهقي بسنده إلى الوليد بن مسلم قال سألت مالكاً عن تفضيض المصاحف -تزيينها بالفضة- فأخرج إلينا مصحفاً فقال حدثني أبي عن جدي أنّهم جمعوا القرآن في عهد عثمان رضي الله عنه وأنّهم فضضوا المصاحف على هذا ونحوه، وأمّا بالذهب فالأصح يباح للمرأة دون الرجل وخص بعضهم الجواز بنفس المصحف دون علاقته المنفصلة عنه والأظهر التسوية، ويحرم توسّد المصحف وغيره من كتب العلم، لأن فيه إذلالاً وامتهاناً، وكذلك مدّ الرجلين إلى شيء من القرآن، أو كتب العلم، ويستحب تقبيل المصحف، لأنّ عكرمة بن أبي جهل كان يقبله، وبالقياس على تقبيل الحجر الأسود، ولأنّه هدية لعباده فشرع تقبيله كما يُستحبّ تقبيل الولد الصغير، وعن أحمد ثلاث روايات الجواز والاستِحباب والتوقّف).
- ذهب الحنفيّة إلى أنّه لا مانع من تقبيل المُصحف، لفعل عمر وعثمان رضي الله عنهما.
- الشافعية: استحبّ الشافعية تَقبيل المُصحف قياساً على تقبيل الحجر الأسود: جاء في حواشي الشرواني في الفقه الشافعي: قال البيجرمي واستدل السبكي على جواز تقبيل المصحف بالقياس على تقبيل الحجر الأسود ويد العالم والصالح والوالد.
- ذهب فريقٌ رابعٌ من العلماء إلى التوقف في مسألة تقبيل المصحف، وحجتهم في ذلك أنه يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابة شيء من ذلك، وقد روي ذلك القول عن الإمام أحمد وتلاميذه، وإلى ذلك ذهب ابن تيمية في الفتاوى حيث يقول: (القيام للمُصحف وتقبيله لا نعلم فيه شيئاً مأثوراً عن السلف، وقد سُئل الإمام أحمد عن تقبيل المصحف فقال: ما سمعت فيه شيئاً).
أسماء المصحف أورد الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز عدداً من الأسماء للقرآن الكريم (المصحف)، وكان من بين تلك الأسماء المأخوذة من قول الله سبحانه وتعالى مباشرةً الآتي:[٨]
- الكتاب: جاء ذكر القرآن الكريم في عدة مواضع منه بلفظ الكتاب، ومن ذلك قول الله عز وجل: (حم وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ).[٩]
- الفرقان: قال تعالى في سورة الفرقان واصفاً كتابه العزيز: (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا).[١٠]
- الذّكر: جاء ذكر اسم القرآن الكريم ووصفه بأنّه ذكرٌ مبارك من الله، حيث قال تعالى في سورة الأنبياء: (وَهَٰذَا ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ أَفَأَنتُمْ لَهُ مُنكِرُونَ).[١١]
- النّور: قال تعالى في سورة النساء: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا).[١٢]
- التّنزيل: حيث قال تعالى في سورة الشعراء: (وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ).[١٣]
المراجع ↑ "تعريف و معنى قرآن"، معجم المعاني الجامع، اطّلع عليه بتاريخ 30-6-2017، بتصرّف. ↑ عبد الفتاح محمد محمد سلامة (1400هـ)، أضواء على القرآن الكريم (بلاغته وإعجازه) (الطبعة 46)، المدينة المنورة: الجامعة الإسلامية، صفحة 89. ↑ إبراهيم محمد الجرمي (2001)، معجم علوم القرآن (الطبعة الأولى)، دمشق: دار القلم، صفحة 14. ↑ أحمد عمر أبو شوفة (2003)، المعجزة القرآنية حقائق علمية قاطعة، ليبيا: دار الكتب الوطنية، صفحة 193. ↑ سورة الحجر، آية: 9. ↑ "أقوال أهل العلم في حكم تقبيل المصحف"، إسلام ويب، 23-7-2011، اطّلع عليه بتاريخ 30-6-2017، بتصرّف. ↑ "هل يجوز تقبيل المصحف؟"، awqaf، اطّلع عليه بتاريخ 17-7-2017. ↑ الزركشي (1957)، البرهان في علوم القرآن (الطبعة الأولى)، القاهرة: دار إحياء الكتب العربية، صفحة 273-274، جزء 1، بتصرّف. ↑ سورة الدخان، آية: 1. ↑ سورة الفرقان، آية: 1. ↑ سورة الأنبياء، آية: 50. ↑ سورة النساء، آية: 174. ↑ سورة الشعراء، آية: 192.