حقوق الطّفل (بالإنجليزيّة: Children’s Rights) هي مجموعة من حقوق الإنسان المُخصَّصة للأطفال الذين تقلّ أعمارهم عن سنّ الثّامنة عشرة، مُكوّنة من الحقوق الإنسانيّة الأساسيّة إلى جانب حقوق خاصّة بالطّفل، آخذةً في عين الاعتبار احتياجاتهم الخاصّة التي تتناسب مع أعمارهم، وضَعِفهِم، وأهميّة تطويرهم ودعهم. وتشمل مجموعة حقوق الطّفل عدداً من الحقوق الأساسيّة اللازمة لتأمين حياة كريمة لجميع الأطفال حول العالم، مثل: حقّ الحياة، إلى جانب الحقوق المدنيّة والسياسيّة، مثل: الحقّ في الحصول على اسم وجنسيّة، والحقوق الاقتصاديّة والاجتماعيّة، مثل: حقّ التّعليم، والعَيش الكريم، كما تشمل حقوق الطّفل الحقوق الفرديّة التي تشمل حقوق الطّفل بشكل خاصّ، والحقوق الجَماعيّة التي تُعنَى بحقوق مجموعات الأطفال التي تتشارك في ظَرف خاصّ، مثل: حقوق ذوي الاحتياجات الخاصّة، وحقوق الأطفال اللاجئين.[١]
اتفاقيّة حقوق الطّفلاتفاقيّة حقوق الطّفل هي اتفاقيّة دُوليّة أقرّتها الجمعيّة العامّة للأُمَم المتّحدة عام 1959م، وتنُصّ على حماية الأطفال وحقوقهم بشكلٍ غير قابلٍ للتّفاوض، وقد اعتمدت الجمعيّة هذه الاتّفاقيّة بالإجماع في العشرين من شهر تشرين الثاني لعام 1989م. يعود تاريخ هذه الاتّفاقيّة إلى عام 1924م؛ عندما أعلنت عُصبة الأُمَم -أصبحت لاحقاً الأُمَم المُتّحدة- إعلان حقوق الطّفل؛ ليكون أوّل اتفافيّة دوليّة تُعنى بحقوق الطّفل، وتضمّنت خمسة فصول تنُصّ على حقوقهم،[٢] وبُنِيت هذه الاتفاقيّة على إعلان قدّمته اتفاقيّة جينيف في العام نفسه، وهي وثيقة تاريخيّة تعترف للمرّة الأولى بوجود حقوق خاصّة بالأطفال، ومسؤوليّة البالغين تجاههُم.[٣]
في أعقاب الحرب العالمية الثانية عانى الأطفال الذين خاضوا الحرب تَبِعاتٍ سيّئةً جدّاً، ممّا دفع الأُمَم المُتَّحدة إلى إنشاء صندوق خاصّ بدعم الأطفال واحتياجاتهم عام 1947م، وهو ما سُمِّي لاحقاً باليونيسف، ونال الاعترافَ الدوليّ عام 1953م، وبدأت منظّمة اليونيسف بإدراج عدد من البرامج لحماية الأطفال وحقوقهم، وفي عام 1959م أقرّت اليونيسف اتفاقيّةً لحقوق الطّفل تضمّنت عشرة مبادئ لحقوقهم، وقد وقّعت عليها بالإجماع جميع الدّول الأعضاء للجمعيّة العامّة للأُمَم المتّحدة، والبالغ عددها ثمانٍ وسبعون دولةً.[٢][٤]
بعد إقرار الإعلان العالميّ لحقوق الإنسان، أرادت الأُمَم المتّحدة أن تضع ميثاقاً لحقوق الإنسان يكون قابلاً للتّنفيذ، ومُلزِماً الدُّولَ باحترامه وتطبيقه، ممّا دفعها إلى اعتماد نصَّيْن مُكمِّلَين للإعلان العالميّ لحقوق الإنسان مُختصَّين بالطّفل، بعدها اعتُمِدت اتّفاقيّة حقوق الطّفل، وتضمّنت 54 مادّةً توضّح بالتّفاصيل الحقوق الاقتصاديّة، والاجتماعيّة، والثقافيّة للأطفال، وفي الثاني من شهر أيلول لعام 1990م أصبح النصُّ مُعاهدةً دوليّةً دخلت حيّز التّنفيذ، بعد أن صادقت عليه عشرون دولةً.[٢][٤]
أهمّ حقوق الطّفلتضمّنت اتفاقيّة حقوق الطّفل أربعاً وخمسين مادّةً تضمن حقوق الطّفل في مختلف مجالات الحياة،[٥] ومن أهمّ الحقوق التي حفِظتها هذه الاتفاقيّة:
حقّ الحياةيضمن حقّ الحياة أو حقّ الوجود للطّفل الحقّ في العيش منذ لحظة ولادته، والتمتُّع بإمكانيّة النموّ وبلوغ سنّ الرُّشد، ويشمل هذا الحقّ جُزأَين أساسيَّين، هما: الحقّ في حماية حياة الطّفل منذُ الولادة، والحقّ في البقاء على قيد الحياة والنموّ بشكل مُناسب، كما يشمل تعريف حقّ الحياة الحقَّ بعدم القتل؛ ممّا يعني أنّ على الدُّول حماية الأطفال من مُسبِّبات الوفاة جميعها التي تشمل عدم إخضاعِهم إلى عقوبة الإعدام، ومُحارَبة ممارسات قتل الأطفال جميعها، ويشمل حقّ الحياة أيضاً ضرورة توفير السُّبُل المُلائِمة لنموّ الطّفل، والتمتُّع بالرّعاية الصحيّة، والتّغذية المُتوازِنة، والتّعليم الجيّد، والعيش في بيئة صحيّة.[٦]
حقّ التّعليميضمن حقّ التّعليم للطّفل الحصول على تعليم جيّد للأطفال جميعهم دون تفريق، ويجب حفظ حقّ الطّفل في الذّهاب إلى المدرسة، والحصول على الفُرَص المُلائمة لمساعدته على النموّ وبناء مستقبله، والوصول إلى كلّ سُبُل التّعليم بلا تفريق، والحصول على المعرفة بأنواعها جميعها، ويبدأ التّعليم من التعليم الأساسيّ والمهارات الأساسيّة التي تسمح للطّفل بمتابعة تعليمه الإعداديّ والثانويّ، مثل: القراءة، والكتابة، كما يشمل حقّ التّعليم تأهيلَ الأطفال، ومساعدتَهم على تنمية شخصيّاتهم وهواياتهم، إلى جانب قدراتهم الجسديّة والعقليّة، ممّا يساعد على صقل شخصيّة الطّفل، وبناء جيل يُحافظ على القِيَم المُجتمعيّة.[٧]
حقّ الغذاءيضمن حقّ الغذاء للطّفل الحصول على طعامٍ صحيّ وكافٍ بشكل يوميّ ومُستمرّ في الظّروف كلّها، حتّى تلك التي تشمل الحروب والمجاعات القاسية، ويجب أن يكون الغذاء متوازناً ونظيفاً، ويشمل جميع العناصر الغذائيّة الضروريّة لنموّ الطّفل؛ حيث يُساعد الغذاء الصحيّ والمتوازن الطّفل على بنائه جسماً صلباً، ومناعةً قويّةً، وعقلاً سليماً، كما يُساعده الغذاء على محاربة الأمراض، وأداء الوظائف الجسديّة الحيويّة بشكل متكامل، كما يشمل ضمان حصول الطّفل على مياه شُرب نقيّة ونظيفة في الأوقات جميعها.[٨]
حقّ الصحّةيضمن حقّ الصّحة للطّفل الحصول على جميع الخدمات الصحيّة والتّطعيمات اللازمة للحفاظ على صحّة الطّفل الجسديّة، والعقليّة، والنفسيّة، والحصول على عناية صحيّة خاصّة تُناسِب طبيعة الأطفال الضّعيفة والهشّة ومناعتهم المحدودة، ووقايتهم من الأمراض السّارية وغير السّارية، والأمراض الوراثيّة، وسوء التّغذية، وغيرها من الأمراض، ويشمل حقّ الصحّة حصول الأطفال على توعية صحيّة كافية لمساعدتهم على المحافظة على صحّتهم، وذلك عن طريق اتّباع تعاليم النّظافة والصحّة، ووقايتهم من مخاطر الأمراض المُعدِية، كما يشمل حقّهم الحصولَ على غذاء وماء نظيفَين؛ لمنع إصابتهم بالأمراض التي تنتقل عبر الغذاء والماء المُلوَّثَين.[٩]
الحقّ في المياهيضمن حقّ الطّفل في المياه الحصولَ على مياه نقيّة ونظيفة خالية من التلوّث والحشرات التي قد تنقل الأمراض للطّفل، والحصول على كميّاتٍ كافيةٍ من المياه، يُمكن الوصول إليها في أيّ وقت. ويُعدّ الحقّ في المياه من أهمّ حقوق الطّفل؛ وذلك لأهميّة المياه في الحفاظ على صحّة الإنسان بشكل عامٍّ، ومنع الجفاف، ومُساعدة الجسم على أداء وظائفه الحيويّة بشكل مُتكامل، والمحافظة على نظافة الطّفل الشخصيّة، ممّا يمنع الإصابة بالأمراض التي قد تنتُج عن قلّة النظافة الشخصيّة.[١٠]
حقّ الهويّةيضمن حقّ الهويّة للطّفل الاعتراف بوجوده بوصفه كياناً مُستقِلّاً وذا وجود، ويمنحه هذا الحقّ التمتُّعَ بباقي حقوقه كفرد مُستقلٍّ في المجتمع، ويشمل حقّ الهوية حصول كلّ طفل على اسم، واسم عائلة، وتاريخ ميلاد، وجنس، وجنسيّة تُمكّن الفرد من التمتُّع بالحقوق التي تتناسب مع عمره وتلك التي تُقدّمها جنسيّته، بالإضافة إلى تمتُّع الطّفل بالخدمات التي تُقدّمها الدّولة، والانتماء إلى أبويه وعائلته، ويُمكّن حقّ الهويّة الطّفل من الحصول على حقّ الحماية من قِبَل دولته وعائلته، والاستفادة من برامج حماية القاصرين التي تُقدّمها المُنظّمات والدّول.[١١]
حقّ الحريّةيضمن حقّ الحريّة للطّفل التمتُّع بأنواع الحُريّات المُعطاة للبالغين كلّها؛ فمِن حقّ الطّفل التمتُّع بحريّة التّفكير، وحريّة التّعبير عن أفكاره وما يدور في عقله من أسئلة بشتّى الطُّرق، والحقّ في معرفة ما يجري حوله وإبقائِه على اطّلاع، وحريّة تكوين التجمُّعات، والاشتراك في النّقاشات الجماعيّة، والمُشارَكة في مُجتَمعات ذات أهداف مُحدَّدة، وحريّة تبنّي الأفكار والقَناعات التي يُفضّلها الطّفل، وحريّة الوعي والمبادئ المُرتبطة بوجود الطّفل وفلسفته في الحياة، وحريّة الدّين واختيار الدّيانة التي يُريدها الطّفل.[١٢]
حقّ الحمايةيضمن حقّ الحماية للطّفل حمايته جسديّاً، وحماية صحّته ونموّه، وحماية حقوقه، وحمايته نفسيّاً وعقليّاً، وتوفير السُّبُل التي تحمي عقليّته، وحمايته اجتماعيّاً عن طريق حِفظ حقّه في الازدهار بوصفه جزءاً مهمّاً في المجتمع، ويشمل حقّ حماية الطّفل جزأين رئيسيّين، هما: القرارات التي يتمّ اتّخاذها يجب أن تَأخُذ بعين الاعتبار المصلحة العُليا للطّفل ومستقبله، وكذلك القرارات التي يتمّ اتّخاذها نيابةً عن الطّفل يجب أن تضمن حصوله على حقوقه، ولتطبيق حقّ حماية الطّفل، يجب ضمان وجوده في بيئة عائليّة صحيّة، ودولة آمنة توفّر نظامَ حمايةٍ شاملاً له.[١٣]
المراجعالمقالات المتعلقة بما هي أهم حقوق الطفل