يعدّ الكلام هو لغة من لغات التّخاطب والتّفاهم ما بين البشر، وهذا ما تميّز به الإنسان عن باقي الحيوانات وهو النّطق، والنّطق عبارة عن التّحدث والتّكلم بكلمات واضحة مسموعةً يفهمها المستمع، و العضو المسؤول عن النّطق والتّكلم هو اللسان الذي يعد أقوى عضلة في جسم الإنسان. نذكر أنّ الحوار بين البشر يكون ناجحاً ومفهوماً إذا كان الكلام واضحاً ومخارج حروف الكلمة مفهومةً، وأمّا في الوضع غير الطّبيعي يكون هناك تلعثم عند البعض الآخر وعادةً بسبب ثقل اللسان.
يعتبر ثقل اللسان أحد أهم الأسباب في التّلعثم في الكلام؛ حيث يكون النّطق بطيئاً، أو إخراج الحروف يكون ثقيلاً ويحتاج جهداً حتى تنطق الحروف بالشّكل الصّحيح ممّا يؤدّي ذلك إلى الحرج أو الإانطواء وقلة الحديث مع الآخرين، فالبعض يتجنّب أن يضع نفسه في مواقف محرجة أو يكون سخريةً للآخرين، وسنذكر لكم أهم أسباب ثقل اللسان.
أسباب ثقل اللسان - تبدأ مشكلة ثقل اللسان بالظّهور عند الأطفال في المرحلة التي يبدأ فيها الطّفل بالنّطق والتّكلم، وعادة سبب ثقل اللسان هو عيب خلقي ويكون مخفياً ولا يظهر إلّا في السّن الذي يبدأ فيه الطّفل بالحديث، وفي هذه الحالة يتم إخضاع الأطفال تحت برنامج تأهيلي يعمل على تحسين النّطق بتقوية مخارج الحروف لديهم، والتّدرب أكثر في إخراج وتسريع الكلام بشكل صحيح حتى يتم تأهليهم في المجتمع مرّةً أخرى دون أي إحراج، فمشكلة ثقل اللسان تمّ معالجتها بالكامل لديهم.
- تعدّ الفطريات من المشاكل التي يتعرّض لها الفم، وعندما تنتشر الفطريّات بالفم وتتكاثر تصبح فطريّات مزمنة فتنتقل للعيش على اللسان، وعندما تتكاثر بين أهداب اللسان تسبّب الفطريات عجزاً في اللسان، وحركة اللسان تصبح أثقل، وذلك يسبّب صعوبة النّطق والكلام، وفي هذه الحالة ينصح بزيارة الطّبيب للكشف عن هذه الحالة.
- هناك أمراض شائعة تكوّنت مع الولادة، وهو تعرض عضلة اللسان إلى الرّبط من الأسفل، ويسمى هذه المرض بالواصلة أو اللسان المربوط، ولا يمكن معالجته إلا بإجراء عمليّة جراحيّة عند الطّبيب حتى يتمّ فك اللسان من الأسفل في الفك السّفلي من الفم، ويعمل جفاف الحلق أيضاً على الإصابة بجفاف الفم مما يؤدي إلى الإصابة بثقل اللسان.
- الأمراض النّفسية تلعب دوراً مهماً كونها من أحد أسباب ثقل اللسان، فعندما يتعرّض المرء لصدمة نفسيّة سيؤدّي ذلك لثقل وعدم التّكلم بشكل واضح، ويعدّ الاكتئاب سبباً آخراً يتحكّم بثقل اللسان، وأحياناً الأشخاص الذين يعانون من الرّهاب أو التّخوف الاجتماعي يتحدثون بشكل أقل ممّا يصابون بثقل في اللسان بسبب حالتهم الانطوائيّة مثل المصابين بمرض التّوحد.