تُعتبر فاكهة الرُمّان ذات الشكل المُستدير والبذور الكثيرة فاكهةً لذيذةً يتم استهلاكها وتناولها في جميع أنحاء العالم، ويعود أصلها إلى كل من إيران وأفغانستان والصين والهند، ثم انتقلت زراعتها من إيران إلى دول حوض البحر الأبيض المتوسط والحدود التركية الأوروبية والجنوب الغربي الأمريكي وكاليفورنيا والمكسيك،[١] كما أنها تزرع في ماليزيا والمناطق الأفريقية الاستوائية.[٢]
مكوّنات قشر الرمّانيحتوي الرمان على الكثير من مضادات الأكسدة، ويتميز قشر الرمان الذي يحتل حوالي 26% إلى 30% من وزن الثمرة باحتوائه على كميات كبيرة من مضادات الأكسدة، مثل المركبات الفينولية مثل مركبات الفلافونويد (flavonoids) (الأنثوسيانين (anthyocyanins) والكاتيكين (catechins)، ومركبات أخرى من الفلافونويد) بالإضافة إلى مركبات التانين (tannins) (بيونيكالين (punicalin)، بيدنكيولاجين (pedunculagin)، بيونيكالاجين (punicalagin)، حمض الجاليك (gallic acid)، وحمض الإيلاجيك (ellagic acid). وتتركز هذه المواد في قشر الرمان وفي عصير الرمان وتمثل حوالي 92% من مضادات الأكسدة الموجودة في هذه الفاكهة،[١] حيث تحتوي قُشور الرُمان التي يقوم أكثر الناس بالتخلص منها على مضادات أكسدة أكثر بكثير من اللب، ولذلك يمكن أن يتم عمل مكملات غذائية من مستخلص قشر الرمان والتي ستكون أكثر فائدة من مستخلص لبّ الرمّان نفسه،[٣] وفي هذا المقال الفوائد الصحية التي قام العلم باكتشافها لقشر الرمان.
فوائد قشر الرمان محاربة السمنة والدهون المتراكمة في الجسموجدت العديد من الأبحاث العلمية دوراً هامّاً للرمان في خسارة الوزن، حيث تم تجربة مستخلص ورق الرمان ومستخلص بذر الرمان وعصير الرمان في محاربة السمنة، ووجد لكل منهم نتائج إيجابية ليس فقط فيما يتعلق بالسمنة ولكن في العديد من الجوانب الصحية الأخرى المتعلقة بها، ويعتقد أن قدرة الرمان على المساعدة في خسارة الوزن نابعة من قدرته على تثبيط عمل إنزيم الليباز البنكرياسي الذي يعمل على هضم الدهون ليقلل بذلك من امتصاص الدهون في الجسم، ومن قدرته على خفض كمية السعرات الحرارية المتناولة، بالإضافة إلى دوره كمضاد أكسدة ومضاد للالتهابات.[٢]
وقد عملت أحد الأبحاث العلمية على دراسة أثر تدعيم خبز القمح بمسحوق قشر الرمان على خسارة وزن الجسم في جرذان التجارب المغذية بحمية عالية الدهن، وقد وجدت النتائج أنّ الجرذان التي تناولت الخبز المدعم بقشر الرمان تناولت كمية أقل من الطعام، كما أنها اكتسبت وزناً ودهوناً أقل من تلك التي تناولت الخبز غير المدعم، واستنتج الباحثون من هذه الدراسة أن استبدال جزءاً من طحين القمح بمسحوق قشر الرمان في تحضير الخبز قد نتج عنه فوائد إيجابية في التحكم بالوزن وفي التأثيرات المضادة للأكسدة، ويمكن أن يعزى هذا التأثير إلى أنّ الخبز المدعم بمسحوق الرمان يحتاج إلى مضغ أكثر وبالتالي طاقة أكثر وتناول طعام أقل وذلك بسبب محتواه الأعلى من الألياف الغذائية، وإلى تأثيره على إنزيم الليباز البنكرياسي، كما وجد أنه يقلل من التأثيرات السامة للحمية عالية الدهون.[٤]
علاج مرض التهاب القولون التقرحيمرض التهاب القولون التقرحي: هو حالة التهابية وتقرحات تصيب الطبقة المخاطية من القولون، ومن أعراضه النزيف الشرجي، والإسهال، وألم عند الإخراج، وألم في البطن، وهو مرض يتّسم بالاتهاب غير المتواصل أي أنّ أعراضه يمكن أن تهدأ فترة ثم تنتكس مرة أخرى، وهو يحتاج إلى علاج مدى الحياة، ويلجأ الكثير من المصابين بهذا المرض إلى العلاجات البديلة.
يستعمل قشر الرمان شعبيّاً لعلاج العديد من الحالات مثل: العدوى، والالتهابات، والإسهال، والتقرحات، وقد قامت إحدى الدراسات بدراسة تأثير مستخلص قشر الرمان المائي على أعراض مرض التهاب القولون التقرحي، حيث تم إعطاء المرضى 6 جرامات من قشور الرمان الجافة يومياً ومقارنة الأعراض بمجموعة مرضى أعطيت علاجاً وهمياً (placebo)، وقد وجد في نتائج الدراسة أن تناول مستخلص قشر الرمان قد حسن من الحالة الصحية للمرضى، وقلل من حاجتهم لأدوية الإسهال.[٥]
مقاومة الالتهاباتيوجد العديد من الدلائل العلمية التي تشير إلى دور مستخلصات قشر الرمان في محاربة الالتهابات والحساسيات، حيث تعمل العديد من مكوناته على تثبيط إفراز أكسيد النيتريك والبروستاجلاندين 2 وبالتّالي تمنع تكوين البروتينات المسؤولة عن الحالة الالتهابية،[١] ووجدت إحدى الدراسات دوراً فعالاً لقشور الرمان في تخفيض إفراز السيتوكينات المسؤولة عن الالتهابات في الجسم،[٦] وبالتالي فإنّ فوائد استعمال قشر الرمان في مقاومة الالتهابات تتلخص في أنّه:[١]
تعمل مضادات الأكسدة بشكل عام على محاربة السرطان، واحتواء قشر الرمان على تراكيز عالية من مضادات الأكسدة يجعل منه محملاً بالمركبات المضادة للسرطان، وقد وجدت الدراسات دوراً لبعض مكونات قشر الرمان في محاربة نمو الخلايا السرطانية وتحفيز موتها في العديد من أنواع السرطان، مثل سرطان القولون والبروستاتا وسرطان الثدي[١] وبعض أنواع اللوكيميا.[٧]
مضاد بكتيري لمحاربة العدوىتعمل المركبات المتعددة الفينول والفلافونويدات ومركبات التانين القابلة للهضم المستخرجة من الفواكه والخضروات والأعشاب على محاربة العديد من أنواع البكتيريا ومقاومة وعلاج العديد من أنواع العدوى، وتعمل المركبات الفينولية على قتل الخلايا البكتيريا عن طريق ترسيب بروتينات أغشية الخلايا وتثبيط عمل إنزيماتها.
يتم علاج التسممات الغذائية والتهابات المسالك البولية في الهند شعبياً بمستخلص قشر الرمان، وقد وجد آثاراً فعالةً لمحاربة البكتيريا في بعض مكونات قشر الرمان في العديد من أنواع البكتيريا مثل البكتيريا المكورة العنقودية الذهبية (Staphylococcus aureus) والإشريكية القولونية (Escherichia coli)، كما وجد للمستخلص الميثانولي لقشور الرمان قدرة على محاربة المكورة العنقودية الذهبية والإشريكية القولونية ويرسينيا القولون (Yersinia entercolitica)، كما وجد له أثر في محاربة اللستيريا المستوحدة (Lestiria monocytogenes) ولكن بتركيزات أعلى.[١]
محاربة الإنفلونزا والملارياتعمل مركبات التانين الموجودة في الرمان كمضاد للفيروسات وبالتالي يمكن أن تؤثر على عدوى الجهاز التنفسي والإنفلونزا، وتعمل المركبات المتعددة الفينول المستخلصة من قشر الرمان على وقف انقسام الحمض النووي RNA في فيروس الانفلوزنزا ومنع تكاثره، كما أنها تعمل على تدميره بشكل مباشر، حيث أنها تحارب العديد من فيروسات الإنفلونزا التي تصيب الإنسان ومن ضمنها فيروس (H1N1)، إلا أن تأثيره كان أضعف في فيروس (H5N1) المعزول من الطيور.
وتستعمل خلطة من قشر الرمان المطحون في الطب الأيورفيدي الهندي القديم في علاج الملاريا، وقد وجدت الدراسات الحديثة إثباتاً لهذا الدور باستعمال مستخلص قشر الرمان الميثانولي،[١] وفي إحدى الدراسات وجد لمستخلص قشور الرمان آثارا إيجابية في علاج فقر الدم الذي تسببه الملاريا، كما وجد له دوراً إيجابياً في حماية خلايا الكبد من الضرر الذي يسببه لها هذا المرض.[٨]
القدرة على شفاء الجروحيمكن استعمال مستخلص قشور الرمان خارجياً على الجلد الميت والجروح، كما أنّ بعض الدراسات قد أعطت مستخلص قشور الرمان الميثانولي لعلاج تقرحات الجهاز الهضمي.[١]
علاج هشاشة العظامتقترح بعض الأبحاث دوراً لقشور الرمان في صحة العظام وقدرة هذه القشور وما تحتويه من مضادات أكسدة على محاربة هشاشة العظام نظراً لوجود دور للإجهاد التأكسدي في هذه المرض، ولهذا الغرض وجدت إحدى الدراسات قدرة لمستخلص قشور الرمان على التقليل من خسارة كثافة العظام وخسارة المعادن منها، كما وجدت له قدرة على تحفيز بناء العظام في فئران التجارب المحفزة للإصابة بهشاشة العظام.[٩]
محاربة السكري ودهون الدموجدت إحدى الدراسات دوراً فعالاً لمستخلص قشور الرمان في تخفيض سكر الدم والكوليسترول والدهون الثلاثية، في حين رفعت من قيم الكوليسترول الجيد (HDL) في جرذان التجارب، كما أنه قلل من خسارة الوزن المرتبطة بمرض السكري، وفي دراسة أخرى وجد دور فعال لمستخلص قشور الرمان في تخفيض الكوليسترول الكلي في الدم والدهون الثلاثية والكوليسترول السيء (LDL) في حين أنّه قام برفع الكوليسترول الجيد (HDL) في الجرذان المغذية على حمية عالية الدهون، كما نتج عنه انخفاض في وزن هذه الجرذان وانخفاض في السُميّة التي تحصل للكبد من تناول الحمية عالية الدهن.[١٠]
فوائد أخرىيحتل الرمان أهمية خاصة لدى المسلمين، حيث إنّه مذكور في القرآن الكريم في ثلاثة مواضع،[١٤] وهو مستعمل في الطب الشعبي منذ قرون،[٣] حيث استخدم قشر الرمان المجفف في الطب الصيني لكثير من الأغراض،[٢] كما استخدم في الحضارات المصرية القديمة لعلاج الاتهابات، والكحة، والإسهال، والديدان المعوية، والعقم، كما أنه يستعمل في الطب الهندي الشعبي لعلاج العديد من الحالات، مثل: الإسهال، والديدان المعوية، ونزيف الأنف، والتقرحات، ويتم شعبياً غلي قشور الرمان من 10 إلى 40 دقيقة للحصول على المستخلص المائي له، كما أنه يستعمل خارجياً لعلاج نزف اللثة وجير الأسنان، كما أنّ تناول 5 جم-10 جم من قشر الرمان المطحون مرتين إلى ثلاثة يومياً يستعمل لعلاج حموضة المعدة،[١] ويقوم البعض باستعماله لتقوية اللثة وعلاج تقرحات الفم واضطرابات المثانة.[١٥]
الآثار الجانبية لقشر الرمان وأضرارهنظراً لانتشار استعمال قشور الرمان ومستخلصاتها ودخولها في صناعة المكملات الغذائية، يجب الحذر من تناوله بكميات كبيرة، حيث أنه غني بمركبات الفيتوكيميكال النباتيّة والتي يمكن أن تُسبّب سُميّة إذا تم تناولها بتراكيز عالية أو بشكل دائم، حيث وجدت إحدى الدراسات أنّ الجرعة الوسطى المميتة (أي التي تقتل 50% من حيوانات التجارب) للجرذان التي تناولت مستخلص قشور الرمان كانت أعلى من 5 جرام لكل كيلوجرام من وزن الجسم، بينما وجدت دراسة أخرى أنّ الحد الأعلى لتناول مستخلصات الرمان قبل أن تنتج آثاراً جانبية في الاستهلاك المستمر (90 يوماً) هو 600 ملغم لكل كيلوجرام من وزن الجسم في جرذان التجارب. كما وجدت دراسة عدم ظهور آثار جانبية على الإنسان بعد استهلاك 1420 ملغم/ اليوم من المركبات الفينولية المدعمة بالإيلاجيتانين (مركب موجود في قشور الرمان) ولمدة 28 يوماً.
قامت إحدى الدراسات باستنتاج عدم وجود أثراً سامّاً على الجينات لمستخلص الرمان المائي الشبيه بما يتم استعماله في الطب الشعبي البديل في جرذان التجارب، كما قامت دراسة حديثة بفحص سمية مستخلص ثمر الرمان كاملاً على الجينات ووجد أنه لا ينتج سُميّة إلا عند تناوله بكميات تفوق 70 ملغم/ كجم من وزن الجسم، لذلك يجب الحذر من تناوله بكميات كبيرة،[١] وهناك بعض الأشخاص لديهم حساسية من الرمان تظهر أعراضها كأي نوع آخر من الحساسيات الغذائية.[١٦]
المقالات المتعلقة بما فوائد قشر الرمان المطحون