الرسول القدوة صلى الله عليه وسلم اهتمَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بكافة فئات المجتمع، حيث استطاع من خلال أقواله، وأفعاله الشريفة أن يُنشئ جيلاً قادراً على تحمل المسؤولية من بعده، ولعلَّ أبرز الفئات التي استطاع أن يؤسسها على المُثُل والقيم الإسلامية الحميدة فئة صغار السن، حيث أولى صلى الله عليه وسلم عناية خاصة بهذه الفئة؛ فكان دائم التشجيع لهم، وكان دائماً يحثُّهم على القيام بفضائل الأعمال، وقد أثمر تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم الرفيع مع هذه الفئة التي تعتبر عِماد المستقبل فوائد عديدة لا تُعَدّ ولا تُحصى، وفيما يلي نذكر أبرز هذه الفوائد.
فوائد تشجيع النبي الكريم الصغار على فضائل الأعمال - عزَّز تشجيع رسول الله صلى الله عليه وسلم الصغار من ثقتهم بأنفسهم، مما ساعدهم على بناء شخصياتهم بالطريقة المثلى التي تجعلهم أشخاصاً فاعلين في مجتمعاتهم مستقبلاً، عندما يحين دورهم، ويستلمون الراية.
- رسَّخ التشجيع النبوي لصغار السن القيم الإسلامية في نفوسهم، حيث لعبت هذه القيم دوراً كبيراً في حمايتهم ووقايتهم من انفتاح الدنيا أمام عيونهم خاصة وأنهم كانوا هم حملة الرسالة الخاتمة، وقد كان هذا الجيل من أعظم الأجيال التي مرت في تاريخ الأمة الإسلامية، حيث استطاعوا تبليغ الأمانة، والقيام بواجباتها أحسن قيام.
- أعطاهم الإحساس بإنسايتهم، وبمكانتهم في المجتمع، وبأنهم ليسوا مهمّشين، وبأن لهم دوراً مهماً في المجتمع، وهذا يعزز فيهم قيمة تحمل المسؤولية.
- أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم من خلال تعامله الحسن مع الأطفال درساً تربوياً عظيماً للكبار، في الطريقة التي يجب عليهم أن يربّوا بها أبناءهم، وبما يضمن إنشاء جيل جيد، قادر على البناء لا الهدم.
- باتت الأعمال الحسنة التي شجع رسول الله صلى الله عليه وسلم صغار المسلمين على القيام بها من أهم الأعمال التي دأب المسلمون على مر الأزمنة والعصور على القيام بها، وتطبيقها بحذافيرها، حتى باتت جزءاً لا يتجزأ من عاداتهم وتقاليدهم، كما أنها باتت عنصراً مهماً من هويتهم وثقافتهم.
- زادت من تعلُّق صغار السن برسول الله صلى الله عليه وسلم، كما أنها جعلتهم أكثر قرباً منه، ومن هنا فقد استطاع هؤلاء الصغار وبما يتمتعوا به من ذاكرة متَّقدة وذكاء مرتفع أن يحفظوا لنا كل صغيرة وكبيرة من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، حتى نستفيد منها في عصرنا الحالي، وكأننا تلقيناها من فمه الشريف مباشرة.
- ساعدت توجيهاته الشريفة صلى الله عليه وسلم صغار السن على التفكير، وبناء عقلية متميزة، استطاعت لاحقاً التعامل مع سائر أنواع المشكلات، فهذه التوجيهات تحمل في طياتها أبعاداً تربوية عظيمة وعميقة لا يمكن إلا أن تجلب الخير والسعادة لسائر أبناء المجتمع.