يميل بعض المشايخ والمتدينين في العصر الحديث إلى جواز تقصير اللحى والتخفيف منها من جميع الجهات ، وأنه لا يهم قصر اللحى أو طولها بقدر ما يهمهم الحفاظ على نظافتها والعناية الدائمة بها ، ليكون مظهر الشيخ لائقاً ويتقبله الآخرون ولا ينفرون منه، حيث أصبحنا نرى العديد من الشيوخ والدعاة الشرعيين يقصرون لحاهم بشكل لافت ، ظانين أن لا علاقة بين المظهر ودرجة الورع والتقى لديه ، ولكن ما رأي الشرع في هذا الجانب ، هل يجوز التقصير من اللحى والأخذ من جوانبها ؟ أم أن ذلك حرام شرعاً وغير جائز ؟
أجمع علماء الدين الإسلامي على وجوب إطلاق اللحية ، وعدم جواز التقصير منها ، وذلك ثابت في السنة النبوية الشريفة في القول والفعل . حيث قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هذا الجانب :" خَالِفُوا الْمُشْرِكِينَ ، وَفِّرُوا اللِّحَى ، وَأَحْفُوا الشَّوَارِبَ " . وفروا اللحى يعني : أتركوا اللحى .. وفي ذلك دليل بين وصريح على الأمر بإطلاق اللحى وعدم الأخذ منها، وقد أكد ذلك أيضاً الشيخ النووي - رحمه الله - الذي دعا إلى إطلاق اللحية اقتداء برسول الله عليه السلام ، مؤكداً إلى وجوب ترك اللحى وعدم التعرض لها بأي شيء من التقصير .
وقد تطرّق علماء الإفتاء الشرعي لهذا الموضوع مؤكدين أن ما يفعله بعض الناس من حلق اللحية أو تقصيرها أو تقليمها من أحد جانبيها من الطول أو العرض فهو لا يجوز شرعاً ، لأن ذلك يخالف سنة النبي عليه السلام الذي أمر بإطلاقها ، والأمر يعني الوجوب، أما الشيخ - ابن باز - فقد أكد ما سبق وقال أن الواجب توفير اللحى وإطلاقها ، وعدم التعرض لها بشيء .
وقد ذكر البعض رواية للترمذي بخصوص جواز تقصير اللحى وأن النبي كان يفعل ذلك ويقصر لحيته ويأخذ من طولهاوعرضها ، فقد ثبت أن هذا الحديث باطل وليس له أي أصل عند جمهور علماء الدين ، وبناء على ذلك فقد حذر الشيخ ابن باز من اتباع هذا الحديث الباطل ، فالسنة ثابته بالقول والفعل عن رسول الله ولا مجال للشك فيها ، لذا فإن كل من يقول أن طول اللحية لا يهم بقدر الإعتناء بها وبنظافتها هو قول مخالف للسنة وللشرع ، والأمر واضح بوجوب إطلاق اللحية مع ضرورة الإهتمام بنظافتها معاً .
المقالات المتعلقة بما حكم تقصير اللحية