عيد الميلاد أو يوم الميلاد؛ هي ذكرى ميلاد الشخص – ذكر أو أنثى – في نفس التاريخ من كل عام. ويكون الإحتفال بعدة أشكال، فمنها ما يكون بناءاً على عزيمة كبيرة يُدعى لها الأهل والأصدقاء؛ أو تكون على نِطاقٍ ضيِّق بين أفراد العائلة الواحدة؛ أو تكون في المدرسة للطفل بين أصدقائه وزملائه. وتختلف تكاليف هذا الإحتفال حسب المكان وعدد المعزومين، فكلما زاد عدد المدعوين زادت التكلفة؛ وكذلك إذا كان الإحتفال في مطعم أو مكانٍ فاخر يكون أكثر تكلفة من عمله في حديقة البيت على سبيل المثال. ومن أهم مظاهر الإحتفال بعيد الميلاد؛ هو وجود كعكة عيد الميلاد والهدايا؛ وتزيين المكان الذي سيُقام في الإحتفال، وتكون السعادة غامرة أصحاب الاحتفال والمدعويين بشكلٍ عام؛ حيث أنه من المفترض أن تكون هذه المناسبة من المناسبات السعيدة والداعية للإحتفال.
إن أعياد الميلاد هي عادة غربية دخيلة حتى عليهم، فلا يوجد عند الغرب ولا في أي ديانة ما يُسمَّى بـ "أعياد الميلاد"، حتى الإحتفال بعيد ميلاد سيدنا المسيح عليه السلام؛ هو عادة دخيلة على الديانة المسيحية، فالمسيح عليه السلام لم يحتفل بعيد ميلاده؛ ولم يحتفل الحوارييون بعيد ميلاده من بعده لقرونٍ عديدة. فالاحتفال بأعياد الميلاد هي عادة وثنية قديمة كانت معروفة عند قدماء المصريين، أي منذ ما يزيد عن سبعة آلآف عام. وفي الدين الإسلامي لا يوجد ما يُسمَّى بـ "عيد الميلاد"، فالأعياد في الإسلام هما عيدين، عيد الفطر وعيد الأضحى، وما زاد عن ذلك فهو ليس من الإسلام في شيء، وفي ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)، أي مردود عليه، وهي بدعة ليس من أمور ديننا الحنيف كما قال عليه الصلاة والسلام (كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار). فأعياد الميلاد عادة تم أخذها غير المسلمين، فهي نوع من التشبُّه بهم والسير على خُطاهم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ومن تشبه بقوم فهو منهم). وإن مثل هذه الأفعال من التشبُّه بغير المسلمين والمشي على خُطاهم؛ هي من الأمور التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله (لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا حجر ضب لدخلتموه، قالوا: يا رسول الله اليهود والنصارى؟ قال: فمن).
لقد اعتاد الناس على عمل أعياد الميلاد في كل عام، فقد أصبحت عادة وليست عبادة، وفيها يقول الكثيرين أنهم تعوَّدوا عليها وليست من تعاليم الدين، ولكنها مناسبة رائعة للإحتفال. وأقول؛ ألا يعني عيد الميلاد بأن عاماً قد انقضى من عمر هذا الشخص؟ والعمر هو الوحيد الذي كلما زاد؛ نقص. فالإنسان عمره محدود بفترة زمنية، وكل عام ينقضي من عمره؛ يجعله أقرب إلى النهاية؛ ونهاية الإنسان تكون بالموت. فهل الإقتراب من الموت مدعاة للإحتفال؟ ومن ناحية أخرى، هل فكَّر الإنسان فيما قدَّمه لنفسه من الأعمال الصالحة في ذلك العام؟ هل عمل لآخرته ما يستحقُّ أن يحتفل به؟ هل أعدَّ العدة لنهايته التي يحتفل بقربها؟ أسئلة لا أعتقد أن الأغلبية من الناس يُفكِّرون بها، ولكنها للأسف من الأمور التي يجب على كل إنسان أن يفكر بها عند إعداده للإحتفال بعيد ميلاده، ناهيك عن أن هذا الأمر غير موجود في الإسلام؛ وحُكمه حكم البدعة؛ والبدعة ضلالة موجبة لدخول صاحبها إلى النار والعياذ بالله.
المقالات المتعلقة بما حكم الاحتفال بعيد الميلاد