نقص البوتاسيوم هي عبارة عن حالة مرضية يُصاب بها الإنسان إثر تدنّي مُستويات نسبة البوتاسيوم في الدم، فيتسببّ بإحداث خللٍ وظيفيّ في الأجهزة العصبية ونبضات القلب، ويشار إلى أنّ هذا النقص يُشكل تهديداً خطيراً على حياة الإنسان نظراً لكونه عنصراً رئيسيّاً في تركيب السوائل الحية في الجسم وخاصّةً السائل الدموي.
تعتبر مستويات البوتاسيوم ضمن معدلاتها الطبيعية في حال كانت ما بين 3.5-5.0 ملي مول/ لتر، ويعتبر الإنسان مصاباً بنقص البوتاسيوم في حال انخفاضه عن 3.5 ميلي مول؛ فيصبح الإنسان بحاجةٍ ماسّة للعلاج لتفادي حدوث أي مضاعفات، ولا بدّ من التنويه إلى أنّ البوتاسيوم يكون مُتمركزاً في الخلايا وليس في الدم نفسه؛ إذ تصل معدلات البوتاسيوم داخل الخلية الواحدة إلى 150 ملي مول/ ليتر.
من الجدير ذكره أنّ عنصري البوتاسيوم والصوديوم يتمّ إنتاجهما في جسم الإنسان بواسطة مضخة خاصة موجودة في غشاء الخلية وتُعرف باسم مضخة الصوديوم والبوتاسيوم، وتؤدّي هذه المضخّة دوراً مهمّاً في تنشيط جُهد الفِعل المبذول في الخلايا كافة، وخاصّةً الخلايا العضلية والعصبية وخلايا عضلة القلب أيضاً، كما تُؤثر مباشرةً على عمل منظومة نقل الإشارة الكهربائية في القلب.
أعراض نقص البوتاسيوم تتفاوت الأعراض التي يسببها نقص البوتاسيوم في الدم وفقاً لمُستوى الانخفاض الطارئ، وبذلك فإن نقص البوتاسيوم يسبب الآتي:
- لا يشعر المريض بأي أعراض في حال كان النقص طفيفاً، حيث يتمّ الكشف عن النقص بواسطة نتائج الفحوصات المخبرية فقط.
- يُصاب الإنسان باضطراب في منظومة نبضات القلب في حالة النقص الحاد في مُستويات البوتاسيوم، وتصبح حياة الإنسان تحت تهديد خطر الموت.
- الإصابة باعتلال في النظم القلبية؛ حيث تتأثّر سرعة دقات القلب بشكل كبير، كما تتأثر على ضوء ذلك نظم نقل الشارة الكهربائية في القلب، ويظهر ذلك في مُخطّط القلب الكهربائي.
- الإصابة باختلال في وظائف الخلايا العضليّة والعصبية والقلب، وذلك لما للبوتاسيوم من أهميّةٍ بالغةٍ في انقباض العضلات وانبساطها، ونقل الشارات العصبية أيضاً.
أسباب نقص البوتاسيوم - اتباع نظام غذائي فقير للبوتاسيوم: حيث يتسبّب عدم تناول كميّاتٍ كافيةٍ من البوتاسيوم إلى نقصان مستوياته في الجسم، إلا أنّ هذا السبب الأقل انتشاراً للإصابة بمرض نقص البوتاسيوم.
- فقدان كميات البوتاسيوم بواسطة الجهاز الهضمي: يعتبر هذا العامل هو الأكثر انتشاراً في فقدان كميات كبيرة من البوتاسيوم، ويحدث ذلك نتيجة الإسهال أو التعرّق المفرط، بالإضافة إلى بعض الإصابات بسحق العضلات، أو العمليات الجراحية، إلا أنّ الخسارة عبر المسالك البولية تُعتبر أكثر.
- فقدان البوتاسيوم عبر البول: يُمكن أن يحدث ذلك إثر ارتفاع مستويات الحموضة في الدم، وتدنّي مستويات المغنيسيوم؛ حيث يتزامن معه نقص البوتاسيوم أيضاً، أو الإصابة بحالة الحماض الكيتوني السكر، أو على هامش تناول بعض العَقاقير والأدوية.