أعد الله سبحانه وتعالى لمن آمن بالله وبكتابه ونهى نفسه عن الهوى وابتغى مرضات الله في الدنيا وعمل للآخرة، فلا بد أن يجزي الله من قام بكل ذلك مخلصاً لوجهه سبحانه وتعالى خير الجزاء، وأن يدخله الجنة، فيذقه من نعيمها وخيراتها، فيخلد يها ولا يشقى ولا يمسه تعب ولا نصب، وتختلف منازل الجنة فوفقاً لخير العمل يكون خير الجزاء، فمن أرضا الله كان حقاً عليه أن يرضيه في الدنيا والآخرة.
فكما جعل الله خير الثواب في الآخرة للرجال، فقد اعد المثل من الثواب والأجر للنساء، حيث قال الله في محكم كتابه وهو اصدق القائلين (إِنَّ اللَّهَ لا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُنْ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا).
تعتبر الجنة دار مستقر ونعيم دائم بحد ذاتها، وكل من دخل الجنة ذاق النعيم الدائم الذي لا يحول ولا يزول، ولكن وزع الله عز وجل فئات الناس في الجنة إلى منازل ودرجات أكرم أهلها كل حسب ما قدم من أعمال وحسنات، وإذا دخلت المرأة الجنة زال عنها كل شقاء دنيوي ونسيت ما لقيته من تعاسة في الحياة الدنيا، وأبدلها الله بمكانة رفيعة تنعم في ظلالها بعيداً عن اللظى والعذاب الدائمين الذي هو حال أهل النار والعياذ بالله.
ففي الجنة تحظى المرأة بزوجها، وان كان أحداهما اقل منزلة من الأخر، فيجمعها الله بزوجها كما جمعها به في الحياة الدنيا، الله عز وجل يساوي في منزلتهما حتى يتم ما كانا عليه في الحياة الدنيا، ويهب لهما نعيم من لدنه سبحانه وتعالى في الجنة، وينزع الله من زوج ألامرأة المؤمنة الصالحة من ما كانت به من صفات سيئة مثل العصبية والتسلط ثم يجعل الله في قلبه الحب والحنان والرأفة، فتنول المرأة ما تحتاجه من زوجها، وأما المرأة التي تزوجت زوجان في الدنيا، يخيرها الله حتى تختار أحداهما، وأما الفتاة التي لم تتزوج قط، فيزوجها الله من من تقر به عينها وينعم به قلبها، جزاءً بما صبرت وحفظت نفسها من الوقوع بالزلات والآثام، وسارت على الدرب الصحيح، فنالت رضا الله، فكان حقاً على الله أن يرضيها، ويرفع درجاتها ويكرمها ويجعلها في مراتب الصديقين والشهداء، كما أن الله عز وجل كذلك بكرم المرأة التي تزوجت من زوج ثم طُلقت منه وماتت وهي كذلك، ويجمعها الله بمثيلها من الرجال.
كما أنّ المرأة المؤمنة الحافظة لدينها واستعفت واستعصمت نفسها عن الوقوع في الحرام بغية مرضات الله يكرمها الله عز وجل لحظة دخولها الجنة، فيعيدها فتاة بزينة الشباب فاتنة الجمال، ويتوجها على الحور العين، ويمنحها القصور ويعطيها ما تشتهي من الحلي، كما ويجعل من كل امرأة بعين زوجها وجعلها أبهى وأجمل من الحور العين فكلما يجامعها زوجها عادت بكراً وبدت أكثر رونقاً وبهاءً في عين زوجها، كما أنّ جمال المرأة المؤمنة في الجنة يعادل سبعين ألف من جمال الحور العين،
المقالات المتعلقة بماذا أعد الله للنساء في الجنة