إقامة الصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، والتي لا يصحّ إسلام المسلم إلاّ بها وبإقامتها بحسب شرع الله تعالى وتعليماته. كثير منّا من يؤدي الصلاة دون أن يخشع بها أو يأتيها حقّها كاملاً، وفي مقالنا هذا سنتحدّث عن أسباب عدم الخشوع في الصلاة، وكيف يمكننا التغلّب على ذلك، فالصلاة من أسمى العبادات الربانيّة التي فرضها الله سبحانه وتعالى على المسلمين، وقد فرضها خمس صلوات في اليوم، وهي صلاة الفجر، وصلاة الظهر، وصلاة العصر، وصلاة المغرب، وصلاة العشاء. وقد فرض الله الصلاة علينا لتكون وسيلتنا التي نتقرّب بها إلى الله سبحانه وتعالى خمس مرّات في اليوم.
على الرّغم من أهميّة الصلاة إلّا أنّ الكثير منّا لا يسلم من مشكلة عدم الخشوع في الصلاة، ويعود السبب في ذلك إلى أنّ المعاصي والذنوب تؤثر في القلوب، وكلّما تزيد الذنوب يقلّ خشوع هذا القلب المؤمن، وتقلّ إنابته وعودته لله جلّ وعلا. ومن أسباب الخشوع أيضاً أن المصلّي لا يشعر وهو يصلّي بأنّه بين يديّ الله تعالى، ولا يستشعر بعظمة هذا الموقف، ولو علم المسلم المصلي أنّ الله يردّ عليه في صلاته، وعندما يقرأ الفاتحة، وتذكر هذا في كلّ صلاة له، لما صلّى صلاة له بدون خشوع. كما أنّ أداءنا للصلاة في غير مكانها الصحيح، أي أن نصلّي في مكان فيه كثير من الملهيات تضيع الخشوع من صلاتنا، لأنّ من يصلّي عليه أن يكون في مكان بعيد عن الملهيات والأصوات، وأن لا يلتهي بما حوله من أصوات ومزعجات.
وللتغلّب على هذه المشكلة، على المسلم أن يحرص على أن كلّ ما يأتي بنفسه على الخشوع ويزيده ويقوّيه. ويكون ذلك بالإستعداد للصلاة كما ذكرها رسولنا الكريم بالوضوء والدعاء والذكر، وأن يكون مطمئناً وأن يتذكر الموت في كل صلاته، وأن يتدبر الآيات التي تقرأ في الصلاة، وأن يرتّل في قراءته للقرآن ويحسّن صوته بها، وأ يستشعر بعظمة الله وأنّه بين يديه.
وعلى المصلّي أيضاً أن يحرص في نظره أن يكون في مكان السجود، وأن يضع اليد اليمنى على اليسرى، وأن ينوّع في السور والآيات القرآنيّة، وأن يتعوّذ من الشيطان قبل أن يصلّي، وأن يتأمل في صلاته. وعليه أيضاً معرفة مزايا الخشوع في الصلاة، وفضل ذلك على المسلم، يقول رسولنا الكريم "صلّى الله عليه وسلّم": "ما من امريء مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها و خشوعها و ركوعها، إلّا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة، و ذلك الدهر كلّه ".
كما ويجب على المسلم أيضاً للحرص على الخشوع أن يصرف عنه كلّ ما يعكّر صفو هذا الخشوع. ومن الأمثلة على ذلك، حرص المصلّي على أن يزيل ما يشغله في المكان، وأن لا يصلي بثياب فيها نقوش أو تصاوير تشغله عن الصلاة، وأن لا يصلّي وفي المكان طعام يشتهيه، وأن لا يصلّي وهو يحتاج للذهاب للحمام، وأن لا يصلّي وهو يشعر بالنعاس، وأن لا يصلّي خلف نائم، وأن يحرص على أن لا يلتفت في الصلاة إلا لمكان السجود، وعدم رفع البصر إلى السماء. كما وعليه أن يجاهد نفسه في التثاؤب، وأن لا يبصق أمامه، وأن لا يشوّش على الآخرين في الصلاة.
المقالات المتعلقة بلماذا لا اخشع في صلاتي