سبب غزوة بدر الكبرى
عندما علِم المسلمون بقدوم قافلةٍ لقريش من الشام تحمل الكثير من البضائع استأذنوا النبي صلى الله عليه وسلّم للاستيلاء عليها بعد أن سلبتهم قريش أموالهم بعد هجرتهم من مكّة المكرمة إلى المدينة المنورة، كما أنّ المسلمين والمشركين كانوا في حالة حرب في ذلك الوقت مما يُجيز الاستيلاء على أموال العدو، فتسرّب الخبر إلى أبي سفيان قائد القافلة بنيّة المسلمين فأرسل في طلب العون من المشركين في مكة.
في الوقت نفسه غيّر الطريق، وقامت قريش بتجهيز العدة للقضاء على المسلمين وحماية أموالهم، فجمعت الجموع الغفيرة لظنّهم بأنهم متفوّقون لا محالة، وانطلق المسلمون بقيادة النبي للاستيلاء على القافلة ولكنّ أبا سفيان استطاع أن ينقذها وأن تصل إلى مكّة سليمةً وحاول أبو سفيان ثني المشركين عن الخروج لحرب المسلمين إلّا أنَّ قادتهم رفضوا وأصرواعلى القتال، فاستشار النبي الصحابة عندما علِم بذلك، فكان أغلبيتهم مع القتال، فنظّم الرسول الجيش وعقد اللواء الأبيض وسلّمه إلى مصعبٍ بن عميرٍ.
سمّيت غزوة بدر بهذا الاسم نتيجة وقوعها عند منطقة آبار بدر الشهيرة، وتقع إلى جنوب غرب المدينة المنورة.
مجريات غزوة بدر
وصل المسلمون إلى آبار بدر قبل المشركين ونزلوا عند أدنى ماءٍ من المياه، فأشار الحباب بن المنذر على النبي النزول عند أدنى ماءٍ من جيش قريش وتخريب بقية الآبار ليستطيع المسلمون الشرب من الماء ومنع قريش من ذلك، واستخدم النبي أسلوباً جديداً في قتال المشركين لم يكن معروفاً مسبقاً وهو نظام الصفوف بأنْ يصطفّ الجيش على شكل صفوفٍ لتأدية الصلاة، والصفوف الأولى من أصحاب الرماح والصفوف التي بعدها من حملة النبال لتسديدها على الأعداء، واعتمد صلى الله عليه وسلّم على أسلوب الدفاع وليس الهجوم، ثم أخذ صلى الله عليه وسلّم يدعو الله تعالى ويناشده بأن ينصر المسلمين.
بدأ القتال يوم بدرٍ بالمبارزة الفردية فخرج من جيش المشركين عتبة بن ربيعة وأخوه شيبة بن ربيعة وابنه الوليد، وقابلهم من المسلمين عبيدة بن الحارث وعلي بن أبي طالبٍ وحمزة بن عبد المطلب، فاستطاع المسلمون قتل المشركين الثلاثة، واستشهد عبيدة نتيجة ضربةٍ من ربيعةٍ، ثمّ بدأ القتال بهجوم المشركين بطريقةٍ وحشيةٍ على المسلمين، وما زال المسلمون ثابتون في مكانهم وينفّذون أوامر النبي صلى الله عليه وسلّم، وقاتلوا ببسالةٍ كبيرةٍ، كما ثبت من النصوص القرآنية والسنة النبوية أن الله تعالى بث الرعب في قلوب المشركين وأرسل الملائكة لتقاتل مع المسلمين.
انتهت المعركة بانتصار المسلمين وقتل سبعين رجلاً من المشركين وأسْر سبعين آخرين كان أكثرهم من قادة المشركين وزعمائهم، واستشهد من المسلمين أربعة عشر رجلاً؛ ستةٌ من المهاجرين وثمانيةٌ من الأنصار.
المقالات المتعلقة بلماذا سميت غزوة بدر بهذا الاسم