ثبت أن النبي عليه الصلاة والسلام قد غزا في شهر رمضان المبارك غزوتين هما معركة بدر الكبرى، وفتح مكة، أما غزوة حنين فعلى الأرجح أنها لم تحصل في رمضان، وإنما كانت في شهر شوال كما حقق ابن كثير في كتابه البداية والنهاية.[١]
معركة بدر الكبرىقد حصلت معركة بدر في صباح يوم السبت الموافق لليوم السابع عشر من شهر رمضان المبارك، حيث خرج النبي عليه الصلاة والسلام استجابة للنداء الرباني مع ثلاثمئة وأربعة عشر رجلاً من المسلمين، وقد كان هدف المسلمين اعتراض قافلة تجارية لقريش قادمة من الشام، وعندما علم أبو سفيان بحشد المسلمين قام بتغيير مسار القافلة باتجاه ساحل البحر، وبعد أن نجا بالقافلة استنفر قريشا فأعدوا جيشاً قوامه ألف مقاتل، فالتقى الجمعان في بدر بين مكة والمدينة، وحصلت المعركة التي انتصر فيها المسلمون بعد أن أيّدهم الله تعالى بالملائكة، وتحقق لهم النصر بالرغم من قلة عددهم .[٢]، قال تعالى: (وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)[٣] .
فتح مكةقد حصل فتح مكة في شهر رمضان من السنة الثامنة للهجرة، وقد كان سبب الفتح أنّ قريشاً نقضت عهدها مع الرسول عليه الصلاة والسلام حينما وقفت مع حلفائها ضد خزاعة حلفاء الرسول وقتلوا رجلاً منهم، وعندما علم النبي عليه الصلاة والسلام بالأمر تجهز وأمر المسلمين بالتجهز، فأعد جيشاًَ قوامه عشرة آلاف مقاتل من عدة قبائل، ثمّ خرج من المدينة حتى وصل مر الظهران قريباّ من مكة فعسكر فيها، وقد أمر المسلمين بأن يوقدوا النيران حتى يبثوا الرعب في نفوس أعدائهم، ثمّ خرج من مكة أبو سفيان وحكيم بن خزام وبديل بن ورقاء يتجسسون أخبار جيش المسلمين فأدركوا قوتهم وبأسهم، وقد دخل جيش المسلمين مكة بعد أن قسم النبي الكريم إلى أربع كتائب وأجنحة فكان على الميمنة خالد بن الوليد، وعلى الميسرة الزبير بن العوام، وعلى الرجالة والحسرة أبو عبيدة بن الجراح، وقاد النبي الكتيبة الرابعة، وقد دخل الجيش مكة فاتحاً وتحقق له النصر دون أن يستشهد من المسلمين إلا القليل، قال تعالى (إنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا * لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا * وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا)[٤] .[٥]
المراجعالمقالات المتعلقة بعدد الغزوات التي غزاها الرسول في شهر رمضان