بعد أنّ قام المسلمون بالانتصار على قريشٍ وحلفائهم في غزوة بدرٍ الكبرى والتي كانت تعدّ الانتصار العسكري الأوّل للمسلمين بعد هجرتهم للمدينة المنورة، ازداد حقد أهل قريشٍ على المسلمين بصورة أكبر، ممّا زاد من حجم رغبتهم في الانتقام لمن قُتل فيهم أثناء هذه المعركة، واسترداد سمعتهم أيضاً أمام القبائل الأخرى.
فكانت غزوة أحد في السابع من شوال من السنة الثالثة للهجرة، إذ تقدّم المسلمون إلى منطقة جبل أحدٍ بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم بجيش عتاده سبعمائة مقاتلٍ، أمّا أهل مكة فقد كانوا ثلاثة آلاف مقاتلٍ من قريشٍ وحلفائهم من كنانة وغيرها بقيادة أبي سفيان، فوضع الرسول صلى الله عليه وسلم خمسين رامياً على قمّة جبلٍ كان في ظهر المسلمين وهذا لحمايتهم من أي هجومٍ لقريش من الخلف وطلب منهم صلى الله عليه وسلم ألّا يفارقوا مكانهم مهما حدث حتّى لو انتصروا، وأن لا يغادروا مكانهم إلّا عندما يخبرهم الرسول بذلك، وهذا من رؤيته بعيدة المدى صلى الله عليه وسلم وقراءته لموقع المعركة.
وعندما بدأ القتال واشتد تفرّق أصحاب الرسول عنه صلى الله عليه وسلم بقي الرسول وحيداً وهجم عليه الكفار، فاستطاع أحدهم كسر خوذته فوق رأسه، ومنهم من استطاع أيضاً أن يُحدث شقّاً في جبهته صلى الله عليه وسلم، وحينها أتى أبو دجانة وخمسةً من الأنصار عندما سمعوا نداء الرسول صلى الله عليه وسلم وأرادوا حمايته فأصبحت النبال والأسهم جميعها ترمى عليهم، وعندما ماتوا جميعاً قام ابن قميئة بقتل مصعب بن عمير فظن أنّه قَتل الرسول، وحينها صار ينادي فرحاً بقتله محمداً صلى الله عليه وسلم، وقد كان حينها صلى الله عليه وسلم صاعداً على شعب الجبل يحمله الزبير بن عوام وطلحة بن عبيد الله وقد كان هذا عاملاً مهمّاً في هزيمة المسلمين في تلك المعركة.
أمّا العامل الآخر الذي ساهم بهزيمة المسلمين والذي يعتبره الكثيرون السبب الرئيسي في ذلك، هو عدم تنفيذ الرماة الذين وضعهم صلى الله عليه وسلم على الجبال لأوامره، فعندما لاحظ هؤلاء الرماة فرار قريشٍ في المعركة اعتقدوا أنّ المعركة قد انتهت فانطلقوا ليحصلوا على الغنائم مع بقاء البعض منهم على الجبل، وحينها التفّ خالد بن الوليد الذي لم يكن مسلماً حينها من وراء المسلمين هو والفرسان الذين كانوا معه فقتَل الرماة الذين بقوا على الجبل وقام بحصار المسلمين، ممّا أدى إلى هزيمتهم في تلك المعركة فاستشهد منهم خمسةٌ وسبعون رجلاً منهم حمزة بن عبد المطلب عمّ الرسول صلى الله عليه والسلم والذي قتله وحشي بأمرٍ من هند بنت عتبة انتقاماً لمن قُتل من أقربائها في بدرٍ على يده ويد المسلمين.
المقالات المتعلقة بمتى كانت غزوة أحد