الإنسان كائن فريد من نوعه، و ما يميزه عن غيره إذا أردنا أن ننظر إليه عن كثب، هو ذلك الذكاء وتلك اللياقات العقلية الهائلة المخلوطة و المتفاعلة مع العاطفة و المشاعر الإنسانية، و من هنا بلغ الانسان القمة، و من هنا أيضا جعله الله خليفته في الارض و سيداً على باقي المخلوقات، هذا إضافة إلى السر الإلهي الذي وضعه الله تعالى في بني آدم، و هو الروح، أعظم شئ وهبه الله - عز وجل لنا - لما لها من أثر بالغ في توسعة مداركنا وتحفيزنا على السعي في الأرض و الإبداع، فعظمة الله لا إله إلا هو قد تجلت فينا نحن بني آدم، رجالاً و نساءً. أما من ناحية شخصياتنا فإن أجمل ما فينا يتمثل في قدرتنا على التفاعل مع الأحداث التي تدور من حولنا والتي لا نستطيع إلا أن نبدي تفاعلاً ولو كان هذا التفاعل من باب المجاملة. فالإنسان كائن اجتماعي بطبعه يتفاعل مع محيطه ويتأثر به ويؤثر فيه.
تعرف المرأة بشكل عام بعاطفتها الجياشة التي تتدفق منها، فالمرأة أقدر من الرجل على إبداء ردات الأفعال اتجاه ما يعترضها من قضايا و ما يواجهها من مواقف، و لكن هذا لا يعني أن الرجل غير قادر على التفاعل مع ما يحيط به و أنه غير قادر على ابداء ردود الفعل المناسبة. و هناك أشياء محددة تضعف الرجل و تؤثر فيه، فمثلاً الخيانة من الأمور التي تضعف الرجل مهما كانت قوته وصلابته، لأنه سيشعر بعدها بانعدام الأمان من حوله، كما أن فقدان الأحبة و رفقاء الدرب خصوصاً الأم والزوجة و الأخت مما يضعف الرجل أيضاً، لأنه علاقة الرجل بأمه كعلاقة الشعب بالملكة فوجودها ضروري حتئ يشعر بالوجود و معنى الحياة، أما علاقته بزوجته فهي كعلاقة وزيرين فهما يعملان معاً بشراكة للارتقاء بالأسرة إلى المعالي،أما اخته فهي بمثابة مستشاره و كاتم سره، من هنا نلاحظ أن فقدان الحبيب هو ما يضعف الرجل و يهز كيانه. كما يضعف الرجل بسبب ضياع المبدأ و الحق و العدل، فانتشار الظلم و الباطل بين الناس يؤدي إلى إضعاف الرجال الشرفء الذي سيشعرون بعجزهم و ضعفهم و قصورهم عن مواجهة مثل هذا الباطل، كما أن فقدان صديق العمر من الأشياء و الأمور التي تعمل على إضعاف الرجال الذين يشعرون بالغربة و الوحدة بعد موت أصدقائهم و رفقاء دروبهم.
المقالات المتعلقة بكيف يضعف الرجل