لقد أرسل الله تعالى الرسل للناس من أجل هدايتهم إلى طريق الحق الذي يوصلهم إلى نعيم الجنة، فمن اتبعهم فقد فاز في الدنيا والآخرة. وإرسال الرسل من فضل الله تعالى على عباده، قال تعالى: (لقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ) [آل عمران: 164]، فلولا هؤلاء الرسل لاتبع الإنسان هواه وضل ضلالاً كبيراً وخسر وندِم.
الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلّموسيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم آخر الأنبياء والرسل أجمعين، أرسله الله تعالى هادياً للعالمين جميعاً، وقد صلحت رسالته صلى الله عليه وسلّم لجميع الأزمنة والأمكنة، كما أن القرآن الكريم هو معجزته الخالدة الذي يعتبر مصدر التشريع الأول في الرسالة الإسلامية.
لقد أمرنا الله تعالى بالصلاة على النبي والإكثار منها، فقد قال عز وجل في سورة الأحزاب: (إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56]، واعتبرها الله تعالى من العبادات التي تدخِل المسلم إلى الجنة وتكسِبه الكثير من الأجر والثواب.
كما أشار النبي صلى الله عليه وسلّم إلى أهمية الصلاة عليه فقد بيّن أنّ أجرها مضاعف، كما أنها سبب لمغفرة الذنوب وقضاء الحاجات التي يرغبها المسلم، فعندما يصلي المسلم صلاةً واحدةً على النبي صلى الله عليه وسلّم فإن الله تعالى يصلي عليه عشر صلوات ويرفعه عشر درجات ويحط عنه عشر خطيئات.
ويستحق النبي محمد صلى الله عليه وسلّم كل هذه الصلوات عليه؛ فبفضله استطعنا أن نخرج من دائرة الضلالة والضلال والكفر لندخل إلى دائرة الإيمان والاستقامة والهداية، كما أنه صلى الله عليه وسلّم عانى الكثير ليستطيع بناء هذه الأمة الإسلامية وزيادة قوتها، فهذه الصلاة ما هي إلّا جزء صغير من ردّ جميله صلى الله عليه وسلّم.
كيف نصلي على النبي صلى الله عليه وسلّمأما عن صيغة الصلاة عن النبي فهي كما وضّحها صلى الله عليه وسلّم كالتالي (اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، فِي الْعَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ)، وفي رواية للبخاري ومسلم: (اللهم صل على محمد عبدك وعلى آله وأزواجه وذريته، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، وبارك على محمد وآله وأزواجه وذريته، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد)، وأيٍّ من هذه الصيغ فهو صحيحٌ.
أوقات الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلمالمقالات المتعلقة بكيف نصلي على النبي صلى الله عليه وسلم