كيف كان يتعامل الرسول مع أصحابه

كيف كان يتعامل الرسول مع أصحابه

أخلاق وصفات الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-

سُئلت السيدة عائشة رَضِيَ الله عنها عن أخلاق الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، فأجابت سائِلها قائِلة: "أما تقرأ القرآن؟ قال:بلى، فقالت: كان خُلُقه القرآن". ولنتعرّف أكثر على أخلاق رسولنا الكريم --صلّى الله عليه وسلّم-- التي استمدها من القرآن الكريم، نذكر منها التالي:

  • التواضع: فقد ذُكِرَت صِفَة التواضع في القرآن الكريم في الآية الثامنة عشرة من سورة لقمان: "وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ".
  • الصِّدق: كانت صفة الصّدق مُلازمةً لِنَبِيّنا محمد -صلّى الله عليه وسلّم- في الجاهليّة والإسلام؛ أي قبل نزول القرآن الكريم، حَيثُ كانت قُريش تُلقبّه -صلّى الله عليه وسلّم- بالصَّادق الأمين.
  • الأمانة: أمرنا القرآن الكريم بالحفاظ على الأمانة وَكَرَّه ونبذ الخيانة، لقوله عزّ وجلّ في الآية الثامنة و الخمسين من سورة النّساء: "إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا"؛ حيثُ كلَّف الله تعالى نبيّنا الحبيب -صلّى الله عليه وسلّم- بِتَبليغ رسالة الإسلام وكلَّفَهُ بِها، لِيَقوم بِتَبليغها للنّاس؛ فقام الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- بتبليغها أحسن تبليغ وَتَحمّلَ في سبيلها الأتعاب، والأذى من اليهود.
  • الوفاء:إنّ وفاء الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، وصلته لأرحامه التي أمره الله بِها كانت مَضرباً للمَثل.
  • العدل:إنّ من الصفات التي أمرنا بِها دينُنا وحثّنا عليها نبيّنا -صلّى الله عليه وسلّم- هي صِفتي العدل والمُساواة، والّتي ذكرها في كثيرٍ من أحاديثه.
  • الكرم: فقد كان الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- لا يَردّ سائلاً مهما كانت حاجته.

تعامل الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- مع أصحابه رضوان الله عليهم

كانَ نبيّنا محمد -صلّى الله عليه وسلّم- مثالاً للأخلاق الكريمة، وكان أحسن الناس خُلُقاً، وأكرمهم وأَتقاهُم، فما كانت خُصلةٌ مِن خِصال الخير إلَّا تَحلّى بِها، لِقَوله تعالى في الآية الكريمة واصفاً بِها نبيّه الكريم : "وإنَّك لَعَلى خُلُقٍ عظيم". فما من أمرٍ أمره به القرآن الكريم إلا وامتثل بِه -صلّى الله عليه وسلّم- واتّبَعُه مهما كلّفه الأَمر، وما نهى عنه القرآن انتهى عنه وتركه. فقد كان -صلّى الله عليه وسلّم- يُعامِل الجميع وخاصَّة أصحابه رضوان الله عليهم معاملةً حسنةً؛ فكان يَخُصّ كُل منهم بِمَحبّةٍ خاصّةٍ في قلبه، وكان يُلقبّهم أحسن الأَلقاب لِيُعزز صفات الأُلفة والمحبّة فيما بينهم؛ فمثلاً كان يَصِف أبا بكرٍ وعمرٍ بأنّهم وزيراه، ولقَّب أبا عُبيدة عامر بن الجراح بأمين الأمّة، وَحُذيفة بن اليمان كاتم سرّه.

كان سيّدنا محمد -صلّى الله عليه وسلّم- يَتَعاون مع أصحابه، وَيُشارِكَهُم في مأكلهم ومَشرَبَهُم؛ وذلك حتّى يُقوِّي المحبة بينه وبين أصحابه.

فقد كان عليه الصلاة والسلام على سفرٍ مع أصحابه، فأمَرَهم بِطهو شاة، فقال أحدهم: عليَّ ذبحُها، وقال آخر: عليَّ سلخُها، وقال ثالث: عليَّ طَبخُها، فقال الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-: "وَعَلَيَّ جمع الحطب"، فقالوا: يا رسول الله نكفيك العمل، فقال: عَلِمتُ أَنَّكُم تكفونني، ولكنّ أكره أَن أتَميَّز عليكم، فإنّ الله سبحانه وتعالى يكره من عبده أن يراه مُتَميِّزاً بين أَصحابه". وهذا دليلٌ واضحٌ على تواضع رسولنا الكريم -صلّى الله عليه وسلّم- ومُساواة نفسه مع أصحابه، ومُعامَلَتهم أحسن مُعاملة.

وكان عليه الصلاة والسلام أيضاً يُشارِكُ أصحابه في مُزاحهم ولَهوَهم، وكان يُشارِك أَصحابه في أزماتهم وَمَصائِبَهُم، فكان يُهَوِّن عليهم بتبشيرهم بثواب ونعيم الله تعالى في الآخرة، وكان يُحاوِل حلّ مشاكل أَصحابه حلاً علميّاً أيضاً؛ فقد أتى صحابيّ قد أُصِيب في عهد الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- في ثِماره عندما ابتاعُها فَخَسِرَ بِها وَكثُرَ دينه، فقالل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لأصحابه: "تصدّقوا عليه"، فتصدّق الناس عليه، إلا أنّ ذلك لم يكفيه لِسدّ دينه، فقال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لِغُرمانِه: خُذُوا ما وجدتم، وَليس لكم إلّا ذلك".

المقالات المتعلقة بكيف كان يتعامل الرسول مع أصحابه