منهج الإسلام في القضاء على الفقر أرست الشريعة الإسلامية دعائم العدالة بين أفراد المجتمع الإسلامي حينما أعطت كلّ إنسان حقه في الدولة الاسلامية، وقد اضطلعت الحكومة الإسلامية بمهام كثيرة منها مهمة القضاء على الظواهر الإجتماعية السلبية وأهمها مشكلة الفقر والحاجة الشديدة، وقد وضعت الشريعة الإسلامية الغراء منهجا واضحا رشيدة للقضاء على هذه الظاهرة الخطيرة، ومن هذه أبرز معالم هذا المنهج نذكر:
- تشجيع الناس على العمل باعتباره أمراً محموداً يؤجر الناس عليه، قال تعالى: (فاسعوا في مناكبها وكله من رزقه وإليه النشور)، وفي الحديث الشريف من بات كالا من عمله بات مغفورا له، وهذا المنهج بلا شك يشجع المسلمين على العمل والجد لإيمانه بأنه وسيلة الكسب الوحيدة ووسيلة إعمار الأرض وغفران الذنوب كما أنّه وسيلة للقضاء على مشكلة الفقر.
- تشريع الزكاة كفرضية إسلامية وركن من أركان الإسلام كواحدة من الوسائل الحكيمة التي تحقق الأمان الاجتماعي في الدولة الإسلامية، فقد أوجبت الشريعة الإسلامية على من امتلك مالاً بلغ النصاب ومضى عليه الحول أن يقوم بتأدية نسبة منه كزكاة واجبة في المال وكحق للفقراء والمساكين، قال تعالى: (والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم)، وقد نظّمت الشريعة الإسلامية طريقة جمع الزكاة ووضعها في مكان معين وهو بيت مال المسلمين، كما جعلت هناك عقوبات لمانعي الزكاة أو المتأخرين عن دفعها وفي الحديث: "إنا آخذوه وشطر ماله"، كما جعلت الشريعة مصارف للزكاة لتنظيم طريقة دفعه إلى المحتاجين وحدّدت تلك المصارف وهي سبعة تشمل على الفقراء والمساكين وهذا يساعد بلا شك على القضاء على مشكلة الفقر في المجتمع.
- الغنائم والأنفال التي يحصل عليه المسلمون في المعارك، فقد جعل الله سبحانه وتعالى للفقراء والمساكين حصة في الغنائم التي يحصل عليها المسلمون في المعارك والفتوحات الإسلامية، وإنّ هذا من شأنه أن يحقق الأمن الاجتماعي في المجتمع الإسلامي ويقضي على مشكلة الفقر والحاجة.
- خراج الأرض، فالدولة الإسلامية عندما توسعت بفتح كثير من البلدان طبقت سياسيه خراج الأراضي، وهي أن تعود فوائد استصلاح الأراضي الزراعية وزراعتها إلى بيت مال المسلمين ليتم فيما بعد ذلك استغلال تلك الأموال للصرف منها على الفقراء والمساكين والمحتاجين وهذا من شأنه أن يقضي على مشكلة الفقر والحاجة.
- الصدقات: فقد شجعت الشريعة الإسلامية المسلمين على التطوعّ بالصدقات باعتبارها عملاً حسناً وخلقا كريما يكسب المسلمين المزيد من الحسنات كما يشكل عائداً مهما تعود بالخير على المسلمين وفقرائهم.