العصر الحجريّ القديم يُعرف هذا العصر باسم العصر الباليوثي Palaeolithic، وهو عصر أو حقبة ظهرت ما قبل التّاريخ، وهي الفترة التي كان فيها التّاريخ البشريّ يتميّز بالتّطوّر الأكثر بدائيّةً، ويتزامن هذا العصر تماماً مع حقبة العصر الجليديّ من الزّمن الجيولوجيّ أي أنّه أحد حقب العصر الجليديّ، وقد شهدت هذه الحقبة الحجريّة العديد من التّغيّرات الجغرافيّة والمناخيّة المؤثّرة على المجتمعات البشريّة.
نمط الحياة تمكّن العلم الحديث من معرفة نمط حياة الإنسان في العصر الحجريّ القديم وذلك اعتماداً على علم الآثار، كما تمّ التّوصّل إلى وجود قبائل عرفوا باسم الكونغ سان، وفيما يلي أبرز ملامح حياة الإنسان في العصر الحجريّ:
- التّوزيع الدّيمغرافيّ: بدأ في هذا العصر الظّهور البشريّ في الجزء الشّرقيّ من القارّة الإفريقيّة وخاصّةً في دول كينيا، وتنزانيا، وإثيوبيا، وفي الأجزاء الجنوبيّة من قارّتيّ أوروبّا، وآسيا، وجنوب منطقة القوقاز، وشمال الصّين، وغرب إندونيسيا، ومنطقة البحر الأبيض المتوسّط، والجزء الشّماليّ من إنكلترا، وبلغاريا، والقارّة الأستراليّة.
- الأدوات والمعدّات: استطاع البشر أن يصنعوا العديد من الأدوات من الحجارة، والعظام، والأخشاب، ومن أهمّ الأدوات المصنوعة في العصر الحجريّ الفؤوس التي تستخدم للزّراعة، والرّماح لغايات اصطياد الحيوانات، والكاشطات لذبحها وسلخها، والعصيّ العضويّة الحادّة التي تُعتبر إحدى الأسلحة المهمّة لغايات الدّفاع عن النّفس من هجوم الحيوانات المفترسة.
- استخدام النّار: استخدمت النّار قديماً في العديد من المجالات كحرق الموتى، وطهو الطّعام، والتّدفئة خلال فصل الشّتاء، وكانوا يوقدون النّار باستخدام مجموعة من الحطب وحكّ الأحجار.
- الطّوّافات: لقد استطاع الإنسان في ذلك الوقت أن يصنع الطوّافات التي تمكّنه من السّفر عبر المسطّحات المائيّة إلى نقطة أخرى يابسيّة، واسُتخدمت هذه الطوّافات كثيراً في البحر الأبيض المتوسّط.
- الغذاء: كان هناك تنوّع كبير في الغذاء الذي يتناوله الفرد البشريّ في ذلك الوقت، وكان اعتمادهم الرّئيسيّ على صيد الحيوانات البريّة، وتناول الخضروات الورقيّة، والفواكه، والمكسّرات، والحشرات، والأسماك.
- الفنّ والموسيقى: الفنّ والموسيقى والغناء ليست وليدة الحضارة أو العصر الحديث، إنّما ظهرالفنّ منذ القدم وتطوّر شيئاً فشيئاً مع الزّمن، فقد كان الإنسان في العصر الحجريّ القديم يرتدي ملابسه الشّعبيّة المعروفة بشكلها الغريب، ويطلي جسده بمواد مختلفة، وينضمّ إلى تجمّع حول النّار أثناء الّليل استعداداً لحفلة استمتاعيّة يتخلّلها رقص، وإصدار أصوات تبدو كأنّها معزوفة موسيقيّة، كما كان يرسم على جدران الكهوف باستخدام ألوان مستخرجة من دماء الحيوانات والأصباغ الطّبيعيّة للنّباتات، وهذا ما يفسّر بوز الّلونين الأحكر والأخضر في رسومات ذلك العصر، وكانت موضوعات تلك الرّسومات تدور حول الصّيد والحيوانات كما لو أنّها طقوس لاستجلاب الطّرائد.