سيرة الرسول "صلَّ اللهُ عليهِ وسلم " تاريخ كامل من الطهر ، والإيمان والدعوة والجهاد ، فهو النبي الأمي الذي نزل عليه القرآن مشكاةً للدعوةِ ، وسراجاً للناس ، وهو الرسول الإنسان صاحب الرسالة الإنسانية السامية ، التي يدعو فيها للحب بينَ البشرية ، والعدل ، واعطاء كل ذي حق حقه ، وهو الرسول الرباني الذي نقل الناس من عبادة الدنيا والمال والشهوات والعباد إلى عبادة الله وحده لا شريك له ، ونحنُ كمسلمين نتهافت على دراسة سيرته العطرة المضيئة ،واتباع منهجه النوراني الرباني ، ولقد جاءنا الرسول بدين الإسلام ، خاتم الأديان السماوية ، وهو دينُ الله على الأرض ، وقد أخبر الله على لسان نبيه الأحكام والقواعد والأركان الخمسة للدين ، وهي الشهادتين ، والصلاة والصيام والزكاه والحج ، التي أمرنا الرسول أنَّ نتبعَ سنته وأداءه لها بتفاصيلها ، وساتحدث في هذا المقال عن حجة الرسول صلَّ اللهُ عليهِ وسلم .
حج الرسول حجة واحدة السنة العاشرة للهجرة ، وفيها قال ، " خذوا مناسككم عني ، فلعلي لا أحجُّ بعدَ عامي هذا " وبهذا كانت حجة الرسول الأولى والأخيرة ، وسميت حجة الوداع ، وقد جاءت بناءً على ما ورد في نص صلح الحديبيه ، فقد أراد المسلمون الحج في العام الفائت ،ولكنَّ المشركين منعوهم، وصار الصلح بعدة شروط منها الرجوع هذا العام ، والعودة في العام التالي للحج ، وفعلاً هذا ما كانْ ،
كيفَ حجَّ الرسول عليهِ الصلاةُ والسلام :
1- جمع الرسول في المدينة في دي القعدة من العام العاشر بعد صلاة الظهر ووعظهم ، وعلمهم مناسك الحج ثمَّ ارتحل إلى منطقة "ذي الحليفه " ، وهناك صلى العصر ركعتين ، والمغرب ثلاثة ، والعشاء ركعتين ، وظلَّ حتى ظهر ثاني يوم حتى اجتمع عدد أكبر من الناس ، ثمَّ غادرها وبعدها أحرم قارنا للحج والعمرة معاً ، وساق معه في طريقه ما مجموعه مئة من الهدي .
2- وكانَ الرسول قد اغتسل ، ولبس ازاره وردائه ، وتتطيبَ ، ثمَّ ركبَ دابته ، وقال "لبيكَ اللهمَّ عمرةً وحجاً " بصوت عالي ، وذلكَ بعدَ أداءه فريضة الظهر ، ويدخل في هذا الغسل قص الشارب ، وتقليم الأظافر ، وسنن الفطرة عامة ، هكذا ورد عن الرسول .
3- وصل الرسول إلى منطقة "ذي طوى " بمكة ، ظهر الأحد وهناك اغتسل ثانيةً ، و وطاف وسعى بمكة ، يوم الأحد الرابع من ذي الحجة ، وبقي على احرامه ، لانه نوى اقران العمرة بالحج .
4- عندما جاء يوم التروية ، ارتحل الرسول إلى منى وهناك صلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر ، وظلَّ بها حتى طلوع الشمس ، وعنها طلب الرسول قبة من شعر ومكثَ فيها حتى زاعت الشمس ، عندها نزل بطن الوادي وخطب بالناس خطبته المشهورة.
5- توجه بعدها الرسول إلأى مزدلفة على ناقتخ القصواء ، وهناك صلى المغرب والعشاء بأذان واحد واقامتين ولم يسبح بينهما شيئاً ، ثمَّ اضطعَ حتى فجر اليوم الثاني ، فصلى الفجر ثمَّ سار بالقصواء حتى المشعر الحرام ، وهناك استقبل القبلة فدعا وكبر وهلل ، حتى طبلوع الشمس بعدها توجه إلى الجمرة الكبرى وهناك رمى سبع حصوات كان يكبر عند كل حصاه ، ثمَّ نزل بطن الوادي ونحر الهدي وطبخه وأكله مع المسلمين .
هذهِ كانت حجة الرسول عليه الصلاة والسلام ، تعب حتى أوصل لنا الدين ، والرسالة ، عليه صلوات الله وله دعاء المؤمنين كلهم .
المقالات المتعلقة بكيف حج رسول الله