تنتشر ظاهرة التدخين كثيراً بين الرجال وبين نسبة لا بأس بها من النساء، وكما نعلم بأن التدخين هو عبارة عن حرق مادة التبغ الموجودة في السجائر ومن ثم استنشاق هذه الرائحة أو هذا الدخان، والتدخين لا يقتصر فقط على تدخين السجائر، وإنّما تشمل تدخين الغليون والسيجار والشيشة والغليون المائي، فمهما تعددت الأسماء تبقى الآلية واحدة.
محتوياتتعود الأصول القديمة للتدخين إلى عهد الهنود الحمر، حيث إنّ الهنود الحمر هم أول من اكتشف التبغ وبدؤوا في حرقه والاستمتاع بالرائحة التي تخرج منه، ويعود الفضل في اكتشافه إلى المكتشف الكبير " كرستوفر كولومبس "، فقد قام الهنود الحمر بإعطائه الدخان عند عودته إلى أوروبا كهدية له، ولكن فيما بعد أصبح التجار يحضرونه من هناك إلى دول أوروبا إلى أن انتشر بصورة كبيرة، وكان الاقبال عليه من الناس كبير جداً ولكنهم اكتشفوا فيما بعد أنه من الصعب جداً الاقلاع عن هذه العادة السيئة، وبدأ التجار بتصنيع السجائر المختلفة الأنواع والأشكال، وكانت تجارة مربحة جداً بالنسبة لهم، ولكن شهد العالم انتشار هائل للدخان حيث وصل إلى حد الجنون بين الناس بعد الحرب العالمية الأولى، وأصبحت بالنسبة لهم كالطعام تماماً لا يمكن الاستغناء عنها، وأصبح الأطباء يدركون مدى الخطر الذي باتت الناس تعيش به، لذلك لجؤوا إلى وضع الارشادات على علب السجائر من أجل زيادة الوعي بين الناس. جاء فيما بعد العديد من الملوك الإنجليز الذين حاربوا التدخين وأدانوه بصورة كبيرة، وكان أولهم الملك " جيمس الأول "، فقد أدان التدخين بصورة كبيرة، وقام بتأليف كتاب أسماه " إدانة التبغ "، ومن ثم جاء بعده الملك هتلر، والذين كان محارباً شرساً للتدخين وللمدخنين، وبدأ المؤلفون والأدباء ينظمون القصائد ويؤلّفون الكتب التي تحثّ الناس على ترك التدخين، والتي تتحدث بشكل أو بآخر عن مضار التدخين. وأصبح التجار فيما بعد يحاولون تطوير صناعة الدخان والسجائر، فأصبحوا يصنعون الدخان على شكل سجائر بشكلها الذين نراه اليوم، كما أنّهم اخترعوا الشيشة، واخترعوا الغليون، والغليون المائي، والسيجار الأمريكي.
اعتقادات خاطئة عن التدخينيعتقد بعض المدخنون أن التدخين هو عادة تجلب السعادة لهم، أو أنها عمل يشعر بعده بالترويح عن النفس في حالة قام بتدخين المخدرات، ولكن حقيقة ما يجهله هذا المدخن هي أنّ التدخين يؤثر بشكل مباشر على الجهاز العصبي وعلى الجهاز التنفسي، حيث إنّ الرئتين تمتص هذا الدخان المتصاعد نتيجة حرق مادة النيكوتين الموجودة في السيجارة، الأمر الذي يؤدي إلى تلف الرئتين نتيجة تراكم السموم والغازات الغير مرغوب بها فيها. ولا يقتصر التدخين على فئة عمرية محددة، وإنما ينتشر بصورة كبيرة جداً بين العديد من الفئات العمرية المختلفة، كما أنّه يشمل الغني و الفقير، حيث إنّ عادة التدخين من أسوأ العادات التي يصعب التخلص منها بسهولة، كما يصل عدد المدخنين حول العالم إلى أكثر من مليار شخص موزعين على دول العالم، وهناك أنواع أخرى من التدخين والتي تعد أكثر خطراً ولكن أقل انتشاراً وهي تدخين الأفيون والحشيش، وهي نوع من الإدمان الذي يفقد الإنسان القدرة على التحكم في عقله، فيدخل في حالة لا وعي ولا شعور، كما أنّه يتصرف تصرفات لا يعيها بشكل سليم، فيبدأ بارتكاب المعاصي والذنوب، ولذلك تمّ تحريمها حرمة كاملة وقطعية لا شك فيها.
ماذا يفعل الدخان في جسم الإنسانتقوم الأوعية الدموية بامتصاص المواد الموجودة في التبغ، وهذه الأوعية الدموية تنتشر في كافة أنجاء الجسم، وتصل إلى المخ والدماغ، تقوم الأوعية الدموية بحمل هذه المواد إلى المخ والدماغ، وهذ المواد هي التي تسبب حدوث حالة الإدمان على التدخين، والتي تجعل الإنسان متعلقاً بالتدخين بصورة كبيرة، كما أنّ البحوث والتجارب أثبتت أنّ النيكوتين مادة سريعة الامتصاص، الأمر الذي يسهل عملية امتصاصها من قبل الأوعية الدموية ويسهل وصولها إلى المخ والدماغ، كما أنّه يصل بسرعة بالغة، حيث إنّه يصل إلى المخ في حوالي 7.5 ثانية، ويبدأ تأثيره على المخ خلال لحظات، حيث إنّه يقوم باتلاف بعض مراكز الدماغ. هذا بالإضافة إلى أن مادة النيكوتين هي مادة مسرطنة، وبقاؤها في الرئتين يؤدّي إلى إتلاف الرئتين بالكامل، ويصبح الجسم غير قادر على التنفس بشكل سليم، كما أنّه يكون عرضة للإصابة بمرض سرطان الرئة. يكمن السر في إدمان المدخن على التدخين، ورغبته المستمرة في الحصول على السجائر، بأن النيكوتين في جسم الإنسان ينطفئ ويقل أثره في الجسم بعد 20 دقيقة من الانتهاء من تدخين السيجارة الأولى.
كيف يمكن الإقلاع عن التدخينبعد ما سبق ذكره أصبح لا بدّ من الإقلاع عن عادة التدخين، والانتهاء منها بشكل نهائي، وهذا الأمر يتطلب أولاً العزيمة والإرادة، حيث إنّ التدخين عادة مرتبطة بالإنسان بصورة كبيرة، ولا يمكن الإقلاع عنها بسهولة، الأمر الذي يتطلب من الإنسان أن يكون صارماً في قراره، فلا يعود إلى التدخين مرة أخرى مهما كلّفه الأمر، واليوم نقدم طريقة تساعد المدخن على الاقلاع عن عادة التدخين، وهي باتباع النصائح التالية :
المقالات المتعلقة بكيف توقف التدخين