يبحث الناس طوال الوقت عن الأمان والوصول في الدنيا إلى الغايات العظيمة ويقوم الناس بالعادة بهذا الأمر عن طريق التقرّب من أصحاب النفوذ والسلطة وأصحاب الأموال، فيتقربون إليهم بالقول والفعل والذين يبحثون بدورهم إلى التقرب ممن هم أعلى منهم سلطة ونفوذاً كي يستظلوا بظلهم ويكونوا كساعدهم الأيمن، ولكن كل ملك على الأرض لا يدوم، ولا يوجد على سطح الأرض من هو كامل النفوذ والسلطة بحيث يكون سليماً من كل أذىً وصاحب سلطة على كل من في الأرض، فلهذا ابتعد المسلمون وعلى رأسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التقرب إلى الأشخاص مهما علا نفوذه لعلمهم أنّ فوق البشر جميعهم ملك الملوك فمن من البشر لا يرغب في عناية إلهية وفوة عظمى تسير معه على الدوام وتكون معه في كل خطوة يخطوها؟!
فيتقرب المسلم إلى الله عز وجل بشتى الطرق والوسائل وأولى هذه الطرق هي التقرب إلى الله عز وجل بالالتزام بنا فرضه الله عز وجل من أركان وفرائض من صلاة وصوم وزكاة وحج والابتعاد عمّا نهى الله عز وجل عنه فلا يمكن التقرب من الله عز وجل مع معصيته، وإن حدثت في بعض الأحيان بسبب نزوة فمن المهم الرجوع على الفور إلى الله مباشرة بالتوبة النصوح الخالصة لوجهه عز وجل، أمّا بعد ذلك فمن المهم التقرب إلى الله عز وجل باتباع سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وحبّه وحبّ آل بيته وجميع الأنبياء والملائكة، فقد أمر الله عز وجل بحبهم جميعاً وحبّه يقرب إلى الله عز وجل.
ومن ثمّ يجب الاتجاه إلى الله عز وجل في كل قول أو فعل تقوم به، فتكون نية العبد خالصة لوجه الله في كل خطوة يخطوها وفي كل كلمة ينطق بها وفي كل نظرة ينظرها، فلا يجلس في مجالس الغيبة والنميمة أو في مجالس تنتهك فيها محارم الله، ولا ينظر إلّا لما أحل الله عز وجل، وكذلك من المهم أن ينعكس ما في القلب على اللسان فيقوم بذكر الله عز وجل على الدوام والتوجه إليه وحده في الكرب والشدة وفي الرخاء أيضاً، وكذلك تعتبر مجالسة العلماء والتقرب منهم من الأعمال التي تقرب إلى الله عز وجل مع طلب العلم والتفكر في خلق الله ومصاحبة رفاق الخير والابتعاد عن رفاق السوء الذين يبعدون الإنسان عن الطريق الصحيح، والسعي في الحياة بأكملها في ما فيه صالح الأمة والبشر والمسلمين أجمعين.
المقالات المتعلقة بكيف تكون مع الله دائما