محتويات
- ١ التوبة النصوحة
- ٢ قدر التوبة
- ٣ كيف نتوب
- ٤ شروط التوبة النصوح
- ٥ علامات قبول التوبة
التوبة النصوحة خلقنا الله تعالى وجعل فينا ضعفاً فلا يخلوا أحد منا من معصية أو خطأ فكما قال عليه الصلاة والسلام: "كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون"، ومن رحمته عزّ وجلّ أن شرع لنا باب التوبة مفتوح لا يغلق أبداً في وجه طارقه، ومن هنا نستشعر قيمة الرجوع إلى الله تعالى والإقبال عليه بالتوبة الصادقة النصوحة.
التوبة النصوحة: هي ترك الذنب طلباً لمرضاة الله عزّ وجلّ وخوفاً من عقابه، والندم عليه والعزم على عدم الرّجوع إليه بمشيئة الله.
قدر التوبة قدر التوبة عظيم يكاد يجهله الكثير منا فهي:
- طاعة لأمر الله عزّ وجلّ كما قال في محكم كتابه: "يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا" (التحريم:8) ويجدر بالمسلم أن يمتثل لأوامر الله عزّ وجلّ بالسمع والطاعة.
- سبباً لمحبة الله تعالى للعبد، فقال عزّ وجلّ: "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ"(البقرة:222).
- سبباً في تكفير الذنوب والخطايا وتطهير النفس من الذنوب والمعاصي، لينال العبد رضا الله عزّ وجلّ ويفوز بجنته وينجو من نار جهنم، فقال سبحانة وتعالى: "فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئًا" (مريم:59،60)، كما قال عزّ وجلّ: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ" (التحريم:8)، وقال سبحانه: "إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا" (الفرقان:70).
التوبة النصوحة سبباً لكثرة الرزق والإمداد بالأموال والبنين والقوة.كما في قوله تعالى: "فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفاراً، يرسل السماء عليكم مدراراً، ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً" (نوح:10-12)، ولفضائل التوبة العديدة كما ذكرنا بعضا منها سابقا فعلى المسلم أن يسارع إلى ربه ويتضرع له خوفاً وطمعاً في رحمته وأن يأتي ربه طائعاً مذلولاً منكسر القلب نادماً على ما فعله من المعاصي راجياً عفوه ومغفرته عزّ وجلّ.
كيف نتوب كما ذكرنا سابقاً ولقدر لتوبة العظيم وما يترتب عليها من سعادة العبد في الدنيا والآخرة فلا بدّ أن تتحقّق شروط التوبة النصوحة ليقبل العبد تائباً عند الله عزّ وجلّ، وهي:
- اصدق النية وأخلص التوبة لله، فيكون المحفز للتوبة هو مخافة الله عزّ وجلّ والطمع في مغفرته وجنته لا لغرض دنيوي أو تقرب إلى مخلوق، فقال تعالى: "إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ ۖ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا" (النساء:146).
- تذكير النفس ومحاسبتها، فإنّ محاسبة النفس وتذكيرها بعذاب الله ونعيمه يجعل الضمير حياً والنفس اللوامة متنبهة، فتعين الإنسان على التوبة وتحافظ عليها.
- التخلّص من كل الطرق والوسائل التي تسهل المعصية والبعد عن أماكن وقوعها، ممّا يساعد النفس ويعينها على التوبة.
- الرفقة الصالحة، فيجدر بالمرء المسلم أن يتخذ رفقةً تذكره بالله عزّ وجلّ وتكون له عوناً على الطّاعة، وأن يبتعد عن رفقاء السوء مما يساعده في الثبات على التوبة بإذن الله تعالى.
- إشغال النفس بما هو نافع ومفيد والتخلص من أوقات الفراغ التي تذهب وأدراج الرّياح ،لأن النفس إنّ لم نشغلها بالحق شغلتنا بالباطل، والفراغ يؤدي إلى الانحراف والإدمان، ويقود إلى رفقة السوء. فكما قال عليه الصلاة والسلام: "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ ".
- الدعاء إلى الله عزّ وجلّ أن يرزقه التوبة النصوحة ويطهره من الذنوب والمعاصي ويثبته.
شروط التوبة النصوح - الإخلاص لله تعالى والإقبال عليه خوفاً وطمعاً بمغفرته.
- الإقلاع عن الذنب تماماً والندم على ما فات من الذنوب والمعاصي والعزم على عدم الرجوع إليه بإذن الله.
- رد المظالم إلى أهلها لقول الرسول: "من كانت عنده مظلمة لأحد من عرض أو شئ فليتحلله منه اليوم قبل ألا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أُخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أُخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه" (رواه البخاري).
- أن تكون التوبة في زمن قبولها عند الله تعالى وهو قبل حضور الأجل وقبل طلوع الشمس من مغربها. فقال عليه الصلاة والسلام: "إنّ الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها" (رواه مسلم).
علامات قبول التوبة - تبدّل حال العبد فيصبح خيراً ممّا مضى، ويستطيع أن يستشعره كل إنسان بنفسه، فالإقبال على الله تعالى وعلو الهمّة وقوة العزيمة من دلائل صدق التوبة وصحتها.
- تخلص العبد من الخوف المصاحب للرجوع إلى الذنب.
- انكسار قلب العبد ذلاً وتواضعاً بين يدي الله عزّ وجلّ، فيستشعر المؤمن بلذه العبادة ومناجاته لله عزّ وجلّ، فإنّه من أحب الأشياء إلى الله إقبال عبده عليه ذليلاً منكسراً راجياً رحمته وعفوه.
لا بدّ أن يسارع المسلم بنهج طريق التوبة والإقبال عليه عزّ وجلّ في الضعف والقوة ولا يغرّه ستر الله عليه فإنه عزّ وجلّ يمهل ولا يهمل، واحذروا أخوتي في الله من التسويف بالتوبة وطول الأمل، فكلّها من أهواء الشيطان ومفاتن الدنيا، ونسأل الله أن يرزقنا وإياكم توبة نصوحة وأن يهدنا سبل الرشاد ويثبتنا ويعيننا على طاعة.