كيف تكون السراء شراً على الكافر والمنافق

كيف تكون السراء شراً على الكافر والمنافق

السراء والضراء

السراء هي حالةٌ ينشدها النّاس ويطمحون للوصول إليها لأنّها تبعث الطمأنينة في نفوسهم، وتشعرهم بالراحة والبهجة والسرور، فالإنسان عندما يكون في رغدٍ من العيش، أو يتمته براحة البال بعيداً عن المشاكل والمنغصات هو في حالة سراء، في المقابل عندما يتعرّض للمشاكل والمنغصات تصيبه الضراء التي تعكر صفو حياته، وتبعث في نفسه الهمّ والقلق.

أكرم الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين بأن جعل كلّ أحوال حياتهم خيراً لهم، فهم إن أصابتهم سراء فشكروا الله عليها كان خيراً لهم، حيث يعقب الحمد النّماء في المال والبركة والأجر الكبير، وإذا أصابتهم ضراء فصبروا كان ذلك خيراً لهم، حيث يوفّي الله الصابرين أجرهم بغير حساب، بينما الكافر لا يلقي بالاً لتقلّب أحوال الحياة به، ولا ينتفع بالسراء حيث تكون شراً عليه وإن استمتع بها ظاهراً، وسنذكر في هذا المقال طيف تكون السراء شراً على الكافر.

كيف تكون السراء شراً على الكافر والمنافق

يظن كثيرٌ من الجهلاء أنّ ما يعطيه الله تعالى للمنافق والكافر من أمور الدنيا هي خيرٌ له، وأنّ ما يتيسر له من أمورٍ هي بسبب حظوظه في الدنيا، وهذا لا ريب تفكيرٌ خاطئ، فالله سبحانه وتعالى يعطي الدنيا ونعيمها وخيراتها لمن يحب ومن لا يحب، ولا يعطي دينه إلّا لمن أحب، وأنّ ما يفتحه الله للمنافقين والكافرين يكون شرٌ لهم ووبالاً من وجوه كثيرة، منها :

  • أن الله سبحانه وتعالى يملي للكافر والمنافق في الدنيا على الرغم من استمراره في عقيدته الفاسدة، وعصيانه، ولا شكّ بأنّه عندما يملي الله تعالى له فإنّه يظل معتقدًا أنّه على الحق والصواب، وأنّ ما يتيسر له من أمور الدنيا هي جزاءٌ له وثواب، وبالتالي يحمله هذا الظن على التمادي في غيه، والبقاء في ضلاله فتزداد سيئاته حتّى يأخذه الله بغتةً من حيث لا يشعر، أو يجعل النار مصيراً له في الآخرة، فقد قال تعالى: (وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ ۚ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا ۚ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ)[آل عمران: 178].
  • أنّ السراء والنعيم الذي يصيب الكافر والمنافق يجعله في غفلةٍ دائمة، وفرحةٍ غامرة تنسيه التفكير في سبب خلقه ووجوده على وجه هذه الأرض، ويظن أنّه خالدٌ مخلدٌ فيها فلا يعتبر بالأحداث والآيات الربانية، بل أنّه إذا أصابه عذاب أدنى في الدنيا كمثابة إنذار من الله تعالى له لا يعتبر بذلك، ولا يعود عن غيه.
  • أنّ السراء تجعل المنافق يحاسَب عند الله تعالى حساباً عسيراً، فالمنافق صاحب المال الكثير، والخير الوفير الذي لا ينفقه في سبيل الله يطوقه الله يوم القيامة حين يحمى عليه في نار جنهم ثمّ تكوى به جنبه وظهره عقوبةً من الله ونكالاً، كما أنّ رغد العيش وفتنة المال تغريه لارتكاب المزيد من المعاصي والآثام التي تزيد سيئاته وتكون شراً ووبالاً عليه.

المقالات المتعلقة بكيف تكون السراء شراً على الكافر والمنافق