الروتين هي تكرار العمل والفعل واليوم بأكملهِ بنفس الصورة والأفعال في كلّ يوم ويشعر فيهِ الإنسان تكرار اليوم من دون إضافة على اليوم ولو كان شيء بسيط ، ويكون التعوّد على الروتين ناتج من عوامل كثيرة منها العمل المستمر أو الفراغ الطويل والقاتل أو يكون بمارسة أمور لا يحبّها الشخص أو العيش في مكان لا يجد فيهِ الإنسان الراحة ، فيجب أن يكون هناك أمور وفواصل بين أيّام حياة الإنسان كي يعطي المزيد والجديد ويكسر الملل عن طريق السفر أو إضافة شيء جديد في حياة الإنسان أو أخذ عطلة وإجازة أو التنزّه ، فالإنسان بطبيعتهِ يحتاج الى كسر هذا الروتين ويكون ذلك عن طريقهُ وبيدهِ .
كيف تغيّر روتينك اليومي قد يقع الجميع في فخّ العمل الشاق والمتكرّر أو الفراغ ، ويشعر الإنسان مع مرور الأيّام بعدم وجود شيء جديد في حياتهِ ، فيجب على كلّ فرد منّا أن يعرف الشيء الذي يشعر فيهِ بالروتين اليومي والقاتل ، فالبعض قد يجد الروتين القاتل في البيت فعليهِ أن يبدأ من البيت أو العمل ويجب أن يكون نقطة البداية هي نقطة الروتين الموجود في حياتك .
- بعد أن تحدّد الروتين الموجود في حياتك فمثلا إذا كان في البيت يجب أن تعرف أغلب الوقت ماذا تفعلهُ في البيت إذا كنت تشاهد التلفاز لفترات طويلة أو الجلوس على الكمبيوتر أو مع الأهل ، فإذا عرفت نقطة الملل والروتين الذي يحصل معك يجب عليك أن تغيّرهُ ولا تتردّد في ذلك وحاول أن يكون هناك أمر تدخلهُ محل الأمر الذي كان يشغلك ، فإذا كنت تجلس لفترات طويلة وأنت تشاهد التلفاز على أمور تافهه مثل المسلسلات أو الأفلام بكثرة لدرجة الأدمان عليها فهنا يجب أن تدخل عنصر بدل من التفاز مثل قراءة كتاب يفيد الشيء الذي تحبّهُ وترغبهُ سواء كان في مجال عملك أو كتاب يفيد في حياتك اليوميّة .
- تغيير طريقة العيش : الأمر الذي يجعل الإنسان يواصل في هذه الحياة هو التغيير المستمر والإيجابي في حياتهِ ، فالمراحل التي تمرّ على الإنسان هي مجرّد محطّات يجب أن لا يطيل فيها ، فالشخص السعيد هو الذي يجعل كلّ شيء يسير على حسب ما يريد ، فعندما تجد شخص مهمل في يومهِ ولا يبالي في التخطيط هو بحدّ ذاتهِ مع الأيّام يصبح ممل وروتيني ، فمن الجميل أن تكون في الجامعة وتجلس مع أصدقائك وتعيش اليوم بحذافيرهُ ولكن يكون هناك نقطة الهدف من الجامعة وهي إكمال الدراسة وعدم أهمالها ، عش حياتك كما تريد وفق معايير أهدافك فلا تجعل الحياة تأخذك أينما تذهب بل خذ الحياة أينما تذهب .
- البحث عن الأمور البسيطة : الكثير منّا يعتقد تغيير الروتين يكون بتغيير العمل أو جمع المال أو البحث عن المنصب ، فهذه أمور قد تكون موجودة في حياتنا ولكن لا تجعلها هي أساس السعادة بالنسبة لك ، فمن الجيّد أن يكون هناك شخص مجتهد في عملهِ ولكن يجد الوقت للمتعة بالتنزّه مع أصدقائهِ أو مع عائلتهِ ، فالأمور الكبيرة والمعقّدة هي أمور حلّها بسيط والسعادة تأتي من الأمور البسيطة ، فعندما تجلس مع والديك فصدقاً هذه سعادة قد يكون محروم منها الكثير أو يكون لك أصدقاء وإخوان تحتاجهم وقت الحاجة فهذه أمور غير موجودة عند غيرك ، فابحث عن الأمور المتوفّرة لديك وغيّر من النظرة التي تنظر إليها بأنّها غير جيّدة مع أنّك لو فكرت فيها قليلاً لوجدّتَ أنّك في نعمة من نعم الله ولكن لا تشعر بها ، فلا تكون من الأشخاص الذين لا يعرفون النعمة الاّ إذا خسروها ، فتأمّل في حياتك وصدقاً ستجد الكثير من الأمور التي تجد فيها الفرحة وتحتاج منك تغيير النظرة لها .
- تغيير الأشياء : قد تعيش في غرفة ولم تغيّر من شكلها والأثاث الموجود فيها لسنين طويلة فعندما تغيّر من الغرفة التي تعيش فيها فأنت قد قضيت على أمر قد تشعر مع الوقت أنّكَ قد كسرت شيء من الروتين أو شراء ملابس جديدة أو اللعب والمزج مع الأهل والأصدقاء ، فكن أنت المغيّر لنفسك ولا تنتظر أحد أن يغيّر مزاجك ، فاجعل مزاجك مناسب لأي ظرف ولأي تغيير في حياتك وعد الإنغماس في أمور الماضي والحسرةِ عليها ، وابحث دائماً عن الجديد والممتع في العمل والدراسة والمنزل غيّر ولو شيء بسيط لتشعر بالسعادة وكن سعيداً مهما عصُفت بكَ الحياة .