أوجد الله تعالى الناس على وجه الأرض ، و في هذه الحياة ، ليتعارفوا على بعضهم البعض ، حيث يسعى كل إنسان ، أن يجد نصفه الآخر ، و أن يجد له خليلاً ، و صديقاً ، و رفيقاً في هذه الدنيا ، فالحياة هي مسيرة طويلة ، و مملة من دون الناس ، و كيف للإنسان أن يعيش بمعزل عن من حوله ؟! و هو بطبعه إجتماعي ؟!! ، حيث يقول ابن خلدون “ عالم اجتماع ، و مؤرخ ، و فيلسوف تاريخ “ : ( بأن الإنسان اجتماعي ، و مدني ، بالطبع ) .
حيث لا حياة لفرد ، بدون فرد آخر يجاوره ، و يؤنس وحدته ، و يشارك معه حياته ، حيث قال الله تعالى في كتابه العزيز : “ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ “ سورة الحجرات ، آية رقم ( 13 ) .
حيث توضح الآية الكريمة ، أن الله تعالى خلق الذكر ، و الأنثى حتى يتعرفوا على بعضهم البعض ، و يتزاوجوا ، ليأسسوا حياة أخرى مع بعضهم . يحدث أحياناً أن يحصل خلاف ، في الحياة الإجتماعية ، بين الأصدقاء ، أو بين الأقارب ، أو بين الأزواج ، أو الأخوة ، لكن لا بد من وجود صلح ، و حل لكل خلاف ، فلا يعقل أن لا يعثر على حلول للمشاكل .
حينما يتخاصم أي شخصين ، يمكن أن يبادر أحد الشخصين بالصلح ، و الاعتذار أولاً ، و الاعتراف بخطئه ، للطرف الآخر ، و يمكن أن يتم النقاش العقلاني بين كلا المتخاصمين ، ليخلصوا لنتيجة مفادها ، حل النزاع ، و الخلاف ، و من ثم الرجوع للحالة الطبيعية الأولى ، من الهدوء ، و السكينة ، و المودة ، و المحبة . هنالك العديد من الطرائق التي يمكن من خلالها عمل الصلح بين المتخاصمين ، و فض النزاع ، و عودة المياه لمجراها الطبيعي ، سنذكر منها :
أولاً : الاستماع لكل شخص من المتخاصمين ، لوحده بعيداً عن الطرف الآخر .
ثانياً : محاولة فهم أسباب الخلاف ، و العمل على معرفة الحق مع من ؟ و على من ؟
ثالثاً : العمل على جمع كلا المتخاصمين في جلسة هادئة ، ليتاح لكل منهم النقاش ، وإبداء الرأي ، و بذلك يحل الخلاف .
المقالات المتعلقة بكيف تصلح بين المتخاصمين