أستخدمَ الإنسانُ الكثير من الموادّ في حياته العمليّة، وأستفاد منها في صناعة أدواته وأجهزته، من المعادن والزُّجاج والبلاستيك والخشب وغيرها. ومع كثرة الإنتاج والإستخدام، والتَّوسُّع في الإستهلاك البشريّ، والثّورة الصناعيّة الهائلة والمُستمرّة. أصبحت مثل هذه الموادّ، تُمثِّل خطراً على البيئة، لما لها من آثارٍ ضارّةٍ على الطّبيعة والإنسان، وما تُخلِّفُه من نفايات وموادّ سامةٍ تبقى في البيئة، ولصعوبة التخلُّص منها، ولأنها موادٌّ غير قابلةٍ للتّحلُّل؛ كونها موادّ غير عُضويّة. من هذه الموادّ البلاستيك، وهو من أكثر الموادّ إستخداماً في حياتنا العمليّة، وتُعدُّ نسبة نفاياته أكبرَ نسبةٍ بالمقارنة مع باقي الموادّ الأخرى.
يُعدُّ البلاستيك من الموادّ الغير عضويّة، و المصنوعة من المُبَلمرات. وهو مادةٌ قابلةٌ للتّشكيل، ورخيصة الثّمن، وسهلة التّصنيع؛لذلك تم إستخدامها بشكلٍ واسعٍ جداً، في صناعة الكثير من الموادّ والأدوات، مثل أكياس البلاستيك، والأنابيب البلاستيكيّة، والعُبوات البلاستيكيّة، وبناء أسطُح العَزل، والأدوات المنزليّة والصّناعية والزراعيّة وغيرها الكثير.
ازدادت مُخلّفاتُ الموادّ المصنوعة من البلاستيك موازاةً مع التّزايُد الكبير في إستخدام البلاستيك، وأصبحت مُشكلةً تؤرّقُ العالم. وبدأ البحثُ عن الحلول المُجدية لحل هذه المُشكلة، بأفضل الطُّرق وأسهلها. فكانت طريقةُ إعادة تدوير البلاستيك، كما في باقي الموادّ. حيث تُؤخذُ مُخلّفاتُ البلاستيك، ويُعاد تصنيعها من جديد. وهناك أسبابٌ كثيرةٌ، جعلت عمليّة تدوير البلاستيك عمليّةً سهلةً ومُجديةً، فهو رخيص الثّمن، وهو عازلٌ للكهرباء، ومن الصّعب تآكلُه. وسُهُولة تدويره وتشكيله وإعادة تصنيعه، وسهولة إستخلاصه من الموادّ المُصنّعة، وسُهُولة حمله ونقله.
وتقومُ عمليّة تَدوِير البلاستيك على الفَرز الأوّليِّ للموادّ البلاستيكيّة حسب الّنوع أو اللّون، ويتمُّ ذلك يدوياً من خلال العُمّال المُدرّبين. ومن ثُم عمليّةُ التّفتيت، ومَزجِ الموادّ المُختلفة مع بعضها، ومن ثُمّ الفرز لإستخراج البلاستيك الخامّ، بإستخدام تكنولوجيا الأشعّة السّينيّة أو الأشعة تحت الحمراء، والكهرباء الساكنة. وبعد ذلك يُصبُّ في القوالب المختلفة، ويتمُّ تشكيلُهُ من جديد كما يُريد المُصنِّع. و مثل هذه العمليات من التدوير، تتمُّ في المصانع المُخصّصة لذلك، والتي تملك التُّكنولوجيا الُمستخدمة في عَزلِ وتَصنيع البلاستيك.
هُناك أنواعٌ من التّدوير البسيط، التي يُمكن أن يَقوم بها أيُّ شخصٍ. وتَقوم عمليّةُ التّدوير هذه على إستخدام الموادّ المُصنّعة من البلاستيك، لتحويرها وتَحويلِها إلى موادّ وأدواتٍ أخرى قابلةٍ للإستفادة منها، دُونَ إعادتها إلى موادّ البلاستيك الخامّ. وتعتمد عمليّة التدوير هذه على الأشغال اليدويّة الفنّيّة، مثل إستخدامها لتصنيع الإكسسوارات وقوارير الزّراعة، وأدواتٍ مكتبيّةٍ بسيطةٍ، والأوعية المختلفة. وأصبحت عملية التّدوير البسيطة فناً، بل أصبحت مهنةً تُدِرُّ دخلاً على العاملين فيها.
المقالات المتعلقة بكيفية تدوير البلاستيك