إنَّ تجفيف الحليب لا يُعدّ بالأمر السّهل الذي يعتقده الكثيرين ، فهذا الأمر يحتاج إلى أموالٍ طائلة وماكينات خاصّة كبرج التّجفيف وقد يصل إرتفاعة إلى أربعين متر ، كما إنَّ تجفيف الحليب عادة لا يتم في الدول العربيّة إنما يتم في الدّول الأجنبيّة وتتم التّعبئة في بعض الدّول العربيّة ، فهو ليس بالأمر الهيِّن كما أنّه يحتاج إلى آليَّه تشغيل خاصّة من قبل مختصون في هذا الأمر ، ويحتاج إلى أموالٍ طائلة ، كما أنَّ الحليب الخاضع للتّجفيف يحتاج إلى أن ّيكون ضمن مقاييس ومواصفات محدّدة ليتم تجفيفة وخلوه من المقاييس المعتمدة يؤدِّي إلى تخثُّر الكازيين المتواجد في الحليب وفشل عمليّة التّجففيف .
توجد عدّة طرق لتجفيف الحليب كالتّجفيف بالرّش ضمن أبراج مخصّصة للتّجفيف ويتم تعديل نسبة الحرارة والرّطوبة فيها، إلا أنّ أشهر الطُّرق المستخدمة لتجفيف الحليب هي طريقة الرّش بالرذاذ ، حيثُ أنَّه لم يذكر للآن طرق بدائيّة يتم فيها تجفيف الحليب ، تخضع آليّة التّجفيف بالرّش إلى مراحل متعدِّدة من ضمنها وضع الحليب السّائل في برجٍ خاص يسمى برج التّجفيف على أنّ يكون الحليب مكثَّف ومركَّز أي ما تعادل المواد الصّلبة به خمسين أو ستين بالمئة ، يتم رش الحليب بشكل رذاذ بواسطة خراطيم معيَّنة عادة ما تكون مثبَّتة في أعلى برج التّجفيف ، مع معادلة الحرارة بإتجاه قطرات الحليب مع وجود تيار هوائي بارد وبإتمام هذه المعادلة يتم تبادل الحرارة والرّطوبة فيعطي الحليب للهواء الرّطوبة الزّائدة ويأخذ الحرارة فيتم تجفيفه مع تبادل تيّارات الهواء الحار وتيّارات الهواء البارد فتسقط حبيبات الحليب أسفل برج التّجفيف ، ويتم تجميعها لإعادة تعبئتها أو تصديرها .
يتم إختيار الحليب ضمن مقاييس خاصّة معتمدة حتّى لا تؤدي عمليّة التّجفيف إلى تخثُّر الكازين الموجود في الحليب ، أو الحصول على حليب ضمن مواصفات رديئة قليلة الجودة ، حيثُ تقاس نسبة المواد الصّلبة ويجب أنّ لا تقل عن خمسين بالمئة ، ويتم إختبار لقياس حموضة الحليب التي تساعد على التخثُّر وغالباً يجب أنّ لا تزيد نسب الحموضة على خمسة عشرة بالمئة ، كما يجب أنّ لا يبلغ مستوى المحيط الميكروبي للحليب قياسات بنسب عالية حتّى لا يؤدِّي إلى ضعف الإنتاج ، والخطوة الأهم في عمليّة التّجفيف ومقاييس الحليب أنّ يتم فحصه ضمن إختبارات معيَّنة للتّأكُّد من خلوِّه من أيَّ نوعٍ من أنواع المبيدات أو أنواع المضادات التي تمَّ إخضاع الحليب لها .
أمّا طريقة التّجفيف بالإسطوانات فهي طريقة غير مرغوبة أو محبَّبة لأنها تحتاج إلى آليات خاصّة تتم أثناء عمليّة التّجفيف يتم مرور الحليب بها بمراحل قد تبدو قاسية مما يؤدي لحدوث بعض التّفاعلات بين مركّبات جزيئات الحليب مما تقل جودته ولا يصل بالمستوى المطلوب ، كما أنّ هذه الطّريقة تفقد الحليب كثيراً من فوائده وخصائصه المفيدة ، وحدوث بعض التّفاعلات غير المحبَّبة قد تنتج مذاقاً سيئاً للحليب ، كما أنّها تؤثِّر على لونه فلا يصل باللون المتعارف عليه إنَّما يميل لونه للأصفر الغامق أو حتّى اللون الأصفر المائل للبني مما يقلل بنس عالية من جودته ، وفي الأغلب هذا النّوع من الحليب المجفَّف يتم إدخاله في مراحل خلط الكاكاو المرّ الخام لتصنيع الشّوكولا .
المقالات المتعلقة بكيفية تجفيف الحليب