يحتاج الناس إلى الاستقلال المالي في حياتهم، حتى يستطيعوا أن يكونوا مصدر دخل مريح لهم بعيداً عن الوظائف ومحدودية الدخل الناتج عن الوظيفة، ومن هنا يسعى الناس دائماً إلى البدء في مشاريعهم الخاصة حتى يستطيعوا أن يحققوا أهدافهم، فالمشروع الفردي يتميز عن الوظيفة العادية بأن كامل الدخل يكون لصاحب المشروع فالتعب والجهد المبذول سيكون مقابله مردود ممتاز وتطور يخص الإنسان نفسه، أم الوظيفة فالعمل يكون لصاحب العمل والعامل لا يأخذ إلا الأجر المتفق عليه فقط، ومن هنا فإن الإنسان يجب عليه أن يسعى بكل ما يستطيع وما يمتلك من قوة إلى البدء بمشروعه الخاص، والعمل على نشره وتطويره وارتقائه فهذا سيكون ذو فائدة عظيمة ومردود كبير له في المستقبل.
ولكن المشاريع لا تأتي بسهولة، حيث تحتاج إلى العمل الشاق والطويل حتى يحصد الإنسان نتيجة تعبه، ففي البداية على صاحب المشروع ان لا يتوقع الكثير، ويجب عليه أن يحتاط لأسوأ الأحوال والظروف كما ويتوجب عليه أن يكتفي بالقليل، وعندما يقف المشروع على قدميه عندها سيأكل كما يريد مما زرعه. أما عملية البدء بالمشروع أو ما قبل المشروع فهي عملية طويلة إذ يجب أن تكون هذه العملية مسبوقة بالتخطيط الطويل المتأني والتفكير العميق ودراسة المشروع من كافة جوانبه، حتى لا يقع الإنسان في الخطأ الكبير الذي يسبب الأخطاء الفادحة.
أول خطوة لإنشاء المشروع تكون بتكوين الفكرة الأولية للمشروع والتي تكون نابعة من رغبة الإنسان وخبرته، ومن هنا يستطيع الإنسان ان يضع تصوراً أولياً للمشروع قيد الإنشاء، وإلى أي مدى يرغب ويطمح بأن يصل عبر هذا المشروع، بعد ذلك وبعد وضع التصور الأولي عن المشروع، ينبغي دراسة وضع السوق عن طريق عمل دراسة جدوى اقتصادية للسوق ومعرفة مدى نجاح المشروع إن طبق بشكله الصحيح، وتقدير رأس المال اللازم للبدء بالمشروع.
بعد معرفة وضع السوق المنوي بدء المشروع فيه، وبعد معرفة أوضاع المنافسين في هذا السوق يتوجب البحث عن مصدر رأس المال، وهناك عدة حالات منها أن يكون رأس المال موجوداً عند من يريد أن يبدأ بمشروعه، أما الخيار الثاني فيكون بإيجاد شريك للمشروع أو ممول له، أما الخيار الثالث فيكون عن طريق البحث عن مصادر لاقتراض رأس المال في حال لم يتم إيجاد رأس المال بالطرق السابقة. أما الخطوة الأخيرة فتكون عن طريق أن يعمل الإنسان بكل جد وجهد على تأسيس المشروع ومن ثم السير فيه قدماً نحو الأمام.
المقالات المتعلقة بكيف تبدأ مشروعك الصغير