صلاة الفجر إحدى الصلوات الخمس التي فرضها الله تعالى على نبيّه محمد صلى الله عليه وسلّم وعلى العالمين يوم الإسراء والمعراج ، وهي صلاة فضلها عظيم ، فبها يتميّز المؤمن عن المنافق ففي الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال : (( ليسَ صلاةٌ أثقَلُ على المنافقين من صلاة الفجرِ والعشاء وَلو يعلمون ما فيهما لأَتوهما وَلَو حبواٌ )) – متفق عليه ] ومن صلّاها فهو ذمّة الله كما ورد من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلّم ، ومما ورَد في فضلها أحاديث كثيرة نورد بعضاً منها ، فعن أبي موسى رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال : (( من صلّى البردين دَخَلَ الجنّة )) – متّفق عليه] والبردان هما العصر والفجر ، وفي حديث آخر قال عليه الصلاة والسلام من حديث أبي زهير عمارة بن رويبة (( لَن يَلِجَ النارَ أحدٌ صلّى قبلَ طُلوعِ الشمسِ وقبلَ غُرُوبها))- رواه مسلم ] ويعني الفجر والعصر .
كيف تؤدّى صلاةأمّا كيف تؤدّى صلاة الفجر فهي كسائر الصلوات لها من الأركان والشروط والواجبات والسنن والهيئات ما لغيرها من الصلوات باختلاف عدد ركعاتها حيث أن فرض صلاة الفجر هو ركعتان وسنّة الفجر عظيمة الأجر ركعتان أيضاً ، فنبدأ أولا بركعتي سنّة الفجر التي ما تعاهد النبيّ صلى الله عليه وسلّم نافلةَ أشَدّ من تعاهدة ركعتي الفجر ( وهما سنّتي الفجر) وذلك من حديث عائشة رضي الله عنها كما في البخاريّ ومسلم ، وعنها عن النبي صلى الله عليه وسلّم قال : (( ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها )) – رواه مسلّم وفي رواية : (( لَهُما أحَبُّ إليَّ من الدُّنيا جميعاُ)).
ماذا كان الرسول يقرأ في صلاة الفجروكان النبيّ صلى الله عليه وسلّم يتجوّز ( أي لا يُطيل) في صلاة ركعتي سنة الفجر أو الصبح وكان يصلّيهما ركعتين خفيفتين بين النداء والإقامة من صلاة الصبح وكان من تخفيفه في ركعتي الضحى تقول سيدتنا عائشة رضي الله عنها : هل قرأ فيهما بأُمّ القرآن؟؟ )) ووردَ عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنّه كان يقرأ في الركعة الأولى بسورة الكافرون والأخرى بالإخلاص لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم قرأ في ركعتي الفجر :( قل يا أيّها الكافرون ) و ( قُل هو الله أحَد ) – رواه مسلم .
كيف كان الرسول يصلي ركعتين فرض الفجرأمّا ركعتي الفجر ( الفرض ) فهما ركعتان كان يطيل فيها النبيّ صلى الله عليه وسلّم فــ (( كان يقرأ ستّين آية فأكثر )) وكان لا يطيل في بعض الأحيان كقرائته – مرّة- في السفر بـ قل أعوذ برب الفلق و قل أعوذ بربّ الناس كما رواه أبو داود أحمد بسند صحيح ، وهذا التنوّع بين الاطالة والتجوّز في الصلاة هو من رحمة الله بالعالمين ، وهي صلاة جهريّة يُقرَأُ فيها بإم الكتاب ومما تيسّر من كلام الله عزّ وجلّ جهراً وليسَ سرّاً ، ومما كان يقرأه صلى الله عليه وسلّم في صلاة الفجر ( الفرض) وَوَردنا عنه بأحاديث صحيحة هي : الطوال المفصّل ( وهي السبع الأخيرة من القرآن وأوّلها سورة ق ) ، وسورة الواقعة ، والطّور، وإذا الشمس كوّرت ، وإذا زلزلت ، والروم ، يـس ، الصّافات ،وسورة السجدة في فجر يوم الجمعة في الركعة الأولى وفي الثانية بــ يا أيّها الإنسان ، وكان صلى الله عليهِ وسلّم يطيل في الركعة الأولى ويقصُر في الثانية كما ورد في البخاري ومسلم .
المقالات المتعلقة بكيف تؤدي صلاة الفجر