اشتمل القرآن الكريم على مواضع للسجود في عددٍ من السُّور؛ فقد بلغ عدد السَّجدات في القرآن الكريم خمس عشرة سجدةً في السُّور التالية: الأعراف، الرعد، النَّحل، الإسراء، الحج وفيها سجدتين، الفرقان، النمل، السجدة، النجم، الانشقاق، ص، العلق، فصلت، مريم.
السُّجود في هذه المواضع سُميّ بسجود التلاوة من باب نسبة المسبّب للسبب؛ إذ أنّ السبب في هذا السُّجود هو تلاوة القرآن الكريم، وهذا السُّجود شرعه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم عبوديةً لله عند تلاوة الآيات الكريمة والاستماع إليها؛ تقرباً لله سبحانه، وإذلالاً وخنوعاً وخضوعاً لعظمته.
إنّ مواضع السجود في القرآن كما ذكر العلامة ابن القيم هي تتراوح بين أمر وإخبار؛ فالإخبار من الله سبحانه عن سجود مخلوقات له كالشجر والملائكة وغيرها؛ لذلك يسنّ للإنسان التشبّه بها والسجود لله كما سجدت باقي المخلوقات، أمّا الأمر فهو أمر مباشر من الله للإنسان بالسجود له.
حُكم سجدة القرآن الكريمسُجود التلاوة سنةٌ من سنن الإسلام؛ فهي تُسنّ للقارىء والمستمع على حدٍّ سواءٍ، وعلماء المسلمين أجمعوا على مشروعيّة أدائها؛ فعن ابن عمر رضي الله عنهما: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ علينا السورة فيها السجدة؛ فيسجد، ونسجد معه، حتى ما يجد أحدنا موضعاً لجبهته" متفق عليه.
دلّ هذا الحديث على مشروعية سجود التلاوة للمستمع، أما السّامع- هو المرء الذي لم يقصد أنْ يسمع القرآن- فليس عليه سجود تلاوةٍ؛ وذلك أنّ عثمان رضي الله عنه مرّ بقارئٍ يقرأ سجدةً ليسجد معه عثمان؛ فلمْ يسجدْ وقال:"إنّما السجدة على من استمع" رواه البخاري.
إذا سجد الإمام سجود تلاوةٍ في الصلاة الجهرية؛ فيلزم على المأمومين متابعة إمامهم، أما في الصلاة السِّرية ففيه قولان: الأول يُكره اتباع المأمومين للإمام لما فيه من إيهامٍ، والقول الثاني يلزم المأمومين باتّباع الإمام وهو القول الأرجح لقوله صلى الله عليه وسلم:"إنّما جُعل الإمام ليؤتمّ به، فإذا سجد فاسجد".
كيفيّة أداء سجدة القرآن الكريمالمقالات المتعلقة بكيف تؤدى السجدة في القرآن