القرآن الكريم هو كتابٌ سماويٌّ من لدن الله تعالى، وهو كلام الله عزَّ وجلّ منه بدأ وإليه يعود، تكلَّم به الله تعالى حقيقةً بحرفٍ وصوتٍ- أيّ أنّ كلمات القرآن الكريم لفظاً ومعنىً من عند الله- وقد سمعه منه جبريل عليه السَّلام، ثُمَّ بلَّغَه للنَّبي صلى الله عليه وسلم على فتراتٍ متقاربةٍ أحياناً ومتباعدةٍ أحياناً أخرى، وبحسب مقتضى الحال.
القرآن معجزة الله الخالدة الباقية إلى يوم الدين؛ فقد وعد الله بحفظ آيات القرآن الكريم من التحريف والعبث كما حصل في الكتب السماوية السابقة للقرآن.
القرآن ليس معجزة لغوية بحد ذاته تحدى الله بها العرب، وإنما هو إعجاز في اللغة والعلوم والثقافة والآداب والسلوك والتعامل الذي أثبتته الكثير من الدراسات والأبحاث في كافة المجالات المختلفة. نزل باللُّغة العربيّة الفُصحى كما كان ينطِق بها أهل قريشٍ.
جمع القرآنكانت آيات القرآن الكريم بادئ الأمر محفوظة في صُدور الرِّجال من الصَّحابة رضوان الله عليهم، وفي الرِّقاع التي كُتبت غالبيتها زمن نزول الوحي، لكن بعد وفاة النَّبي صلى الله عليه وسلم واشتعال حروب الرِّدة وكثرة الاستشهاد بين الصَّحابة خاصّةً بعد معركة اليمامة تزايد الخوف على ضياع وتحريف القرآن الكريم؛ فأشار عُمر بن الخطَّاب على الخليفة أبي بكر الصِّديق بضرورة جمع القرآن الكريم في مُصحفٍ واحدٍ، وأوكلت هذه المهمّة إلى زيد بن ثابت الأنصاريّ رضي الله عنه.
المصحف الشريف اليومجمَع عثمان بن عفان رضي الله عنه النّاس على مُصحفٍ واحدٍ بقراءةٍ واحدةٍ، وهي قراءة حفص بن سليمان بن المغيرة الأسديّ الكُوفيّ عن قراءة عاصم بن أبي النَّجود الكوفيّ التَّابعيّ عن قراءة أبي عبد الرَّحمن عبد الله بن حبيب السُّلميّ عن عثمان بن عفَّان وعليّ بن أبي طالبٍ وأُبيّ بن كعبٍ عن قراءة النَّبي صلى الله عليه وسلم.
واجب المسلمين نحو القرآنممّا لا شكّ فيه أنّ للقرآن الكريم حقاً عظيماً، وواجباتٍ كبيرةٍ علينا نحن معشر المسلمين؛ فمن هذه الواجبات ما يلي:
المقالات المتعلقة بكيفية كتابة مقدمة عن القرآن